المجيب عبد الله عبد الوهاب بن سردار
إمام وخطيب جامع العمودي بالمدينة المنورة
التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات تربوية وتعليمية/ انحرافات سلوكية/المخدرات
التاريخ 21/12/1425هـ
السؤال
لي صديق طيب القلب ولكنه يتعاطى أموراً مريعة، مثل الدخان والحشيش والخمور، ولا يتورع عن مواعدة وترقيم النساء، يكره المتدينين عموماً، وهو يصلي ويصوم، ومع أني من الملتزمين إلا أنه يرتاح إلي جداً، ويقص علي كل مشاكله، ويستشيرني في كثير من أموره، حاولت نصحه مباشرة وغير مباشرة، وأرى في وجهه في بعض الأحيان التأثر، وفي أحيان أخرى الرغبة في التهرب، لديه رفقة فاسدة جداً، حاولت إبعاده عنهم ولكني فشلت تماماً، تراودني أفكار في الابتعاد عنه، فلقد تعبت من نصحه وتوجيهه، وأحياناً أخرى أقول لا بد من المتابعة، هو الآن يريد السفر للخارج، اعترضت على سفره وهو مصر، سؤالي هل أقاطعه أم أستمر معه؟ مع العلم أنه يحاول جاهداً التستر عني أثناء فعله لمعاصيه ويجاهد بحيث لا أراه، ولم أره أبداً يفعل أي شيء منها. أشيروا علي رحمنا الله وإياكم.
الجواب
الأخ الكريم المحتار وفقه الله ودفع عنه الحيرة: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إنه شعور طيب منك أن تكون حريصاً على هداية صديقك، فأسأل الله أن يرزقك النجاح في هذا الأمر.
أخي الكريم: أوصيك بما يلي:
1- أنت مكلّف شرعاً بالمناصحة لإخوانك المسلمين، كما أنك مكلف شرعاً بوقاية نفسك من مصاحبة المنحرفين، قال النبي الكريم- صلى الله عليه وسلم-: "لا تصاحب إلا مؤمناً" حديث حسن رواه الإمام أحمد - رحمه الله- (11337) ، وأبو داود (4832) ، والترمذي (2395) وحتى تجمع بين الأمرين أقول لك: (اترك المصاحبة ولكن لا تترك المناصحة) ، فبإمكانك أن تنسحب من مصاحبة هذا الأخ تدريجياً ودون مواجهة صريحة حتى لا تفقد قناة الاتصال والمناصحة، وتكون مناصحتك له بالوسائل الممكنة ومنها:
أ- لقاء للمناصحة تعده أنت، ويكون في أماكن مناسبة للنصح بعيدة عن احتمال وقوع الشر.
ب- الاتصال الهاتفي الذي يجمع بين التواصل الاجتماعي والنصح الشرعي.
ج- رسائل الجوال.
د- إعطاؤه الكتيبات والأشرطة المناسبة، واحرص على أشرطة التائبين من الخمور والمخدرات مثل: (يوسف الصالح) ، وله أشرطة مسموعة ومرئية، ومثل: (أبو مشهور) الذي أجرت قناة المجد معه لقاء مفيداً، وشريط شجاعة تائب.
هـ- أخذه إلى صلاة الجنائز، أو للمشاركة في الدفن أو التغسيل إن كان يرغب أو يوافق.
أخي الفاضل: لا تنس وسائل تقوية المحبة مثل الرسائل اللطيفة عبر الجوال، الهدايا ولو كانت رمزية يسيرة، دعوته في المناسبات العامة.
2- أما بخصوص المقاطعة والهجر: فالمقاطعة والهجر نوعان:
الأول: هجر للصديق من باب الفرار من مصاحبة المنحرفين ووقاية النفس من شرهم.
الثاني: هجر للصديق من باب التأديب والعتاب ومحاولة الإصلاح.
فالهجر الأول أدعوك إليه مع هذا الصديق، وقاية لنفسك ودينك، ولكن بالطريقة التي ذكرتها أعلاه، وأما الهجر الثاني، وهو هجر الإصلاح والتأديب فإنه يستخدم إذا كان يؤثر في الصديق ويجعله يرتدع ويتوب، أما إذا كان لا يؤثر ولا يسبب توبة وهداية، بل قد يسبب زيادة في النفور والغواية فإنه لا يستخدم؛ لأن المصلحة الشرعية حينئذ لا تتحقق. أسأل الله أن يفتح عليك بما يكون سبباً في هداية صديقك، كما أسأل الله أن يفتح قلبه لقبول الحق والعمل به. والله يتولاكم جميعاً.