المجيب هياء الدكان
التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات تربوية وتعليمية/ العلاقات العاطفية /الإعجاب والتعلق
التاريخ 29/04/1427هـ
السؤال
أشرف حالياً على قسم الاستشارات النفسية في أحد المنتديات، وتواجهني مشاكل نفسية لفتيات في سن المراهقة ناتجة عن حرمانهن من حنان الأم! أيضا أقوم بنفس الدور لبعض زميلاتي اللاتي يعانين من نفس المشكلة، وأحاول دائماً دعمهن معنوياً كي يستطعن تجاوز أزماتهن.
لكن للأسف وجدت بعض الفتيات يتعلقن بي ويستبدلنني بمكان أمهاتهن, وأيضا ينادينني
بكلمة الأم! علماً أني لا أبين لهن عاطفة زائدة، ولا أشعرهن باهتمام زائد فقط أقوم بتوجيههن والسؤال عنهن من فترة لفترة.
أعلم أن الفتيات في هذا السن يتعلقن بأي إنسان يبدي لهن التوجيه، أو الاهتمام، لكن ما السبيل إلى نصحهن وإرشادهن، ودعمهن معنوياً، دون أن يسبب ذلك تعلقهن بي؟
الجواب
إلى الأخت الفاضلة التي اهتمت لهموم الآخرين، وجعلت من نفسها الكريمة مجالاً لتنفيس شكوى أخواتها، وبث همومهن ومشاعرهن، اعلمي أختي أن (البلاء) من الله جل وعلا الكريم الرحيم وهو أعلم الناس بخلقه وأرحم بعباده منّا، بل وأرحم بهم من الأم على وليدها، ولا يقدر سبحانه إلا خيرا، كما أن الابتلاء بل وحتى الهم يؤجر عليه الصابر "عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له" رواه مسلم (2999) ، فاحتسبي يا أختي في عملك ولكني أنصحك أن يكون بحدود، فدورك عظيم، وهو التنسيق للاستشارات وأخذ المواعيد وإيجاد الطريقة المناسبة لاتصال صاحبة المشكلة بالمستشارة، فعملك هذا جليل بل هو نصف العمل الذي تقوم به المستشارة فبدونك لن تتم الاستشارة، فاعملي على القيام بدورك هذا دون زيادة حتى تنجزي وتستطيعي الاستمرار، وتذكري أن لكل إنسان قدرة، فالمستشارة مؤهلة ولديها خبرة كبيرة في مجالها فلا يؤثر عليها -غالباً- سماع الشكاية وأحوال الناس والمآسي التي يمرون بها، لكن أنت إذا قمت بدورها لن تستطيعي إكمال المسير بل تستمر معك المعاناة والمشكلة حتى تعيشي معها، وقد تنعكس عليك كما حدث الآن فتوقفي إلى حد سماع نوع الشكوى فقط هل هي مرضية، زوجية، تربوية ... ؟ وهكذا دون أخذ تفاصيل، ودعي المستشارة تكمل العمل الذي بدأت فيه أنت، نريدك كما بدأت قوية تستمرين، وستجدين الثمرات -إن شاء الله- لما بذرتيه أنت فلقد وصفت أول بذرة نافعة بتقبلك بقلب حنون، وأذن صاغية، وترحيب بالمتصلة، وإشعارها بأهميتها، وأنك ستجدين -بإذن الله- من يساعدها، ويعبر بها إلى شاطئ الأمان والله يحفظك ويبارك فيك، ويجعلك قدوة مباركة أينما ذهبت وحللت.