خامساً: أما إذ وقع ما وقع وخالعت زوجك ومضى ما مضى من عمرك وانتهى أمرك إلى هذه النهاية، فإني أعتقد أن عليك الآن أن تفعلي ما لم تفعليه من قبل بأن تسألي هذا الرجل أو توصي إليه من يسأله هل له رغبة في الزواج منك؟ ولو بصورة معينة تناسب الظروف، فإن قبل فقد أحل الله الزواج وفعلت وادركت ما تأملين، وإن لم تكن ظروفه تسمح بالزواج، ولم تكن لديه الرغبة تكونين أنت قد حسمت أمرك، وحدّدتِ خيارك، ولذا فإما أن ترجعي إلى زوجك الذي خالعته أو على الأقل تتزوجين غيره وتعيشين بقية حياتك مع رجل، فلا يعوض الرجل إلا رجل، ولا يعوض الحب إلا حب؛ وكما قيل:
مثلما تدفع الغيوم الغيوما*** الغرام الجديد يمحو القديما.
ولا أرى لك - بارك الله فيك - أن تعيشي على هذه الحال من التحرق والتأسف فضلاً عن تحميل رجل غافل مسؤولية أمر ليس له فيه مسؤولية، فلم أجد من خلال كل حرف قرأته في رسالتك ما يحمل هذا الشيخ الداعية ما قلت (أنه هو السبب في كل ما صرنا إليه من قبل) ، أبداً، هو ليس السبب ولكن السبب هو تراخيك في معالجة موضوعك في صورة جلية صريحة واضحة.
أسأل الله - عز وجل- أن يهديك ويسددك ويوفقك لاتخاذ القرار الصائب الرشيد، واعلمي أن العمر يمضي سريعاً، والحياة تنتهي جميعاً، ولا يصح أن نجعل حياتنا محطات تجارب أو الانتظار لما لا يأتي، وإنما علينا أن نعيش كل فترة من عمرنا بكامل الاستمتاع بالحياة، إن الحياة لذيذة وممتعة عندما نستمتع بها، ونعيش ما قدر لنا فيها لا ما نتمناه ونتخيله. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.