أنا.. وأخت زوجتي!

المجيب د. محمد بن عبد الرحمن السعوي

عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم

التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات تربوية وتعليمية/ العلاقات العاطفية /الحب

التاريخ 1-7-1423

السؤال

أنا رجل متزوج ولي أطفال وناجح في زواجي ولكن المشكلة لدي أنه يوجد لدى زوجتي أخت هي على وشك الزواج وأشعر بعاطفة قوية تجاهها مع علمي أنها محرمة علي بحكم أنني زوج أختها، ولكن هذا الميل وهذا الشعور يعاودني لدرجة بكائي أحياناً وربما أدعو الله أن لا يتم هذا الزواج كي لا تبتعد علماً أنها وللحقيقة إنها إنسانة محافظة جداً ولا تعلم بمشاعري تجاهها ولا أتهمها بشيء فهي على قدر من الطاعة لربها والالتزام بالحجاب.

أرشدوني كيف أتغلب على هذه المشاعر فأنا خائف على نفسي وديني وأسرتي.

والسلام عليكم.

الجواب

الأخ الكريم..

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

شكراً لثقتك واتصالك بنا في موقع" الإسلام اليوم "

صدقني أن أغلب المشاكل العاطفية الموجودة في مجتمعاتنا هي ناتجة عن أمر واحدٍ يكاد يكون قاسماً مشتركاً لدى جميع الحالات. هذا القاسم المشترك هو السبب الرئيسي المولّد لمثل هذه المشاعر الفياضة تجاه أحدٍ من الناس. قد لا أجد كلمة مناسبة يمكن أن تختزل المعاني الكثيرة لهذا القاسم المشترك لكن هناك كلمة ربما تقرب الموضوع لك وتساعدك على فهمه.

إنه في نظري أيها الأخ العزيز" التمادي" والاستمرار أنت أعجبت بهذه الفتاة لأول مرّة فأصبح يحلو لك سماع صوتها أو الحديث عنها بل ربما تحب الاتصال بأهل زوجتك كي يتسنى لك سماع صوت هذه الفتاة. التمادي والاستمرار هنا أنك لم تتوقف أو تحاول إيقاف مشاعرك هذه في أول الأمر وقطعت الموضوع بل تماديت واستمررت لأنك لم تكن تشعر أن هذا الأمر سيصبح تعلقاً مرضياً ربما يصعب عليك الفكاك منه.

ألا ترى معي أنها حقاً أنانية وحب للذات مفرط أن لا تحب لها النجاح في زواجها من أجل أن لا تغادر البيت ويستمر سماعك لصوتها وشعورك بقربها: أليست حقاً أنانية أيها الأخ العزيز أن تود لها الفشل في مشروع زواجها لا لشيء إلا لأجل أن ترتاح أنت أيضاً أليست أنانية فجة أن تحب أن تتعذب هي بفشل زواجها أو بعنوستها لا لشيء إلا من أجل ذلك أنت.. أي أنانية من هذا النوع وأي قسوة في القلب تحملها تجاه الآخرين إذا كان ذلك مانعاً لراحتك الكاذبة ومشاعرك القاسية. وفي ظني أن العلاج هو الوقوف عاجلا عن هذا التمادي والتفكير بهذه الفتاة.. نعم ستجد صعوبة في بادئ الأمر ولكنها ستتيسر بعد ذلك صدقني.

ثانياً: عليك دائماً بالدعاء لها بالتوفيق فالهجوم كما يقال هو الوسيلة الأنجح للدفاع ادع لها بالنجاح وافرح لفرحها واشعر نفسك بذلك.. واستشعر أنك بهذه المشاعر تجاهها ستكون مأجوراً عند الله لأنك أحببت الخير لأختك المسلمة.

ثالثاً: ابتعد قليلاً عن الجو الذي يذكرك بها.. قلل من ذهابك إلى بيت أنسابك ولا تحاول الاتصال هاتفياً بهم كي لا تمكن نفسك من سماع صوتها فتشعل بذلك مكامن عواطفك تجاهها.

رابعاً: عود نفسك بذل الخير للناس والدعاء لهم بالخير دائماً لان ذلك سوف ينمي في قلبك الحب والعاطفة للناس وليس لنفسك فقط على حسابهم.. إنك بذلك العمل ستنمي لديك وفي قلبك قضية البذل للآخرين ومن ثم الحب لهم وما يمكن أن يسعدهم وفي نفس الوقت هذا الأمر يساعد على كبت مشاعر الحسد والأنانية لدى الفرد التي تجول في أعماقه وهو غير شاعر بذلك.

أعانك الله ووفقك

طور بواسطة نورين ميديا © 2015