فنشكر لك مراسلتك لنا على موقع الإسلام اليوم، ونرجو الله أن تجدي منا النفع والفائدة. ثم إني أبارك لك صدقك ومصارحتك بما يجول في نفسك، ولا ريب يا أختي أن ما فعلتيه مع ذلك الرجل من محاولة استمالته أيام الدراسة- مع أنه أمر مضى ولعلك تبت منه، لكن لا بد من الإشارة أن هذا أمر لا يجوز شرعاً، ولا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تفعل ذلك، فواجب عليك أن تصدقي التوبة من ذلك الفعل بأن تجددي التأكيد في قلبك على ندمك لذلك الفعل المحرم، ولو أن كل امرأة وفتاة خافت ربها ولم تغوِ الرجال لسلم المجتمع من كثير من الشرور والفتن، وقد قال: - صلى الله عليه وسلم- فيما ثبت عنه في الصحيح: "ما تركت فتنة هي أضر على الرجال من النساء" متفق عليه البخاري (5096) ، ومسلم (2741) من حديث أسامة بن زيد - رضي الله عنهما - ثم إن محاولتك الاتصال به بعد افتراقكما وتزوج كل واحد منكم بآخر فعل لا يجوز، وهو تجديد للذنب الأول وفتح لباب الشر والفتنة والخيانة والحرام، ولا ينبغي أن يصور لك الشيطان أنه مجرد اتصال ومجرد سماع صوت، فإن هذه هي طرقه وخطواته التي نهانا الله عن اتباعها في قوله: "وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ" [البقرة:168-169] ، وإن فعل الشاب في صدك ووعظك هو عين الصواب وهو من توفيق الله له، وأرجو الله له الثبات، وواجب عليك أن تنتفعي بذلك الوعظ لأنه جزء من علاج هذا التعلق، ويضاف إلى ذلك ما يلي:
(1) عليك بكثرة الدعاء والسؤال واللجوء إلى الله أن يصرف قلبك عن هذا الرجل، وأن يعلق قلبك به هو سبحانه، وما أحب من الأحوال والأقوال.
(2) انشغلي كثيراً بأسرتك من زوجك وأولادك، فإن هذا صارف عن هذا التفكير، تذكري عاقبة الذنب لو أنك واصلت المحاولة في إرجاع تلك العلاقة فإن الذنب له شؤم قد يكون مدمراً لحياة الإنسان وآخرته فاحذري.
(3) ماذا لو أن زوجك علم بهذه العلاقة ألا يكون ذلك سبباً في إنهاء علاقتك الطيبة به والتي أثنيت كثيراً عليها، حيث قلت: (على رغم كوني مع زوج يحبني ويرعاني أشد رعاية) ، ألا تخافي على هذه العلاقة، ألا يسوؤك أن تنقلب إلى عداوة وشحناء وحرب؛ بل طلاق وتكوني بدلت نعمة الله عليك كفراً، هل جزاء الإحسان إلا الإحسان.
(4) ماذا يكون شعورك لو أن زوجك هو من يحاول تجديد علاقة سابقة مع امرأة كان يحبها وقد بذلت له الحب والتقدير؟ سائلي نفسك ما شعورك؟ وكيف ستكون نظرتك له؟.
(5) أكثري من ذكر أحوال القبر والآخرة، فقد صح عنه - صلى الله عليه وسلم-، كما في صحيح ابن حبان (2992) وغيره عن أبي هريرة - رضي الله عنه- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: "أكثروا ذكر هاذم - بالذال وهو القاطع-، اللذات الموت"، وقوله - صلى الله عليه وسلم- كما في صحيح ابن حبان (2293) عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أكثروا ذكر هاذم اللذات فما ذكره عبد قط وهو في ضيق إلا وسعه عليه ولا ذكره وهو في سعة إلا ضيقه عليه"