المجيب فيصل بن عبد الله الحميقاني
مدرس بمدارس رياض الصالحين.
التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات تربوية وتعليمية/ العلاقات العاطفية /الحب
التاريخ 10/04/1425هـ
السؤال
أنا شاب، أبلغ من العمر 19 سنة، ومنذ الصغر وأنا مفارقٌ لبيتي؛ ابتغاءَ العلم، والآن أعيش في الغربة في بلد اعتاد الناس فيه على فعل المنكرات وفرصها كثيرة جداً؛ بحيث لا تعد ولا تحصى، إلا أنني وقفت صامداً أمام كل هذه المنكرات, حتى فكرت في مستقبلي، فاخترت لنفسي شريكة عمري، ولكن ما يحول بين زواجي هو العلم وصغر السن، وقد تعلق قلبي بحبها، ولكن ليس بالقدر الذي يحول دون دراستي.
فهل يجوز هذه العلاقة؟ فأنا أتكلم معها في بعض الأحيان على "النت"، لكن الكلام لا يتجاوز حدود الأدب، هل من حل أو مشورة؟
الجواب
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير الأنبياء والمرسلين.. وبعد:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. نسأل الله لك الثبات ولجميع المسلمين.
إن في رسالتك يا أخي أموراً سرتني، وأموراً أخرى أحزنتني، ولعلي أبين ذلك من خلال النقاط التالية:
1- ذهابك بقصد طلب العلم مقصد طيب، لكنه يحتاج إلى شيء من التوضيح، فلو كنت في بلد يقل فيها العلم الشرعي وذهبت إلى بلد يكثر فيها العلماء فهذا أمر طيب، أما إن كان العلم دنيوياً، فإن ذهابك لطلبه في غير بلدك - إن كان البلد كافراً أو تكثر فيه المعاصي - يحتاج إلى استفتاء لأحد العلماء الثقات؛ لأن المسألة فيها شروط وضوابط لابد من توفرها قبل وأثناء السفر.
2- إن المسلم إذا خشي على نفسه الفتنة بسبب وجوده في بلد ما فإنه يجب عليه ترك ذلك البلد إذا قدر على ذلك.
3- من الجميل أن يرسم الإنسان لنفسه خطة مستقبلية، يبني فيها أسرته، ويختار فيها شريكة حياته، ولكني أخذت على السائل أموراً، أتمنى أن لا يقع فيها ومنها:
أ - من قال أن صغر السن أو طلب العلم مانع من الزواج؟ بل على العكس، الزواج المبكر أفضل من تأخيره إلا بمانع شرعي. ثم الزواج الموفق يكون عوناً للإنسان في طلب العلم وفي طلب الرزق، فإن كنت قادراً على الزواج جسمياً ومادياً فلا تتأخر، لا سيما أنك في بلد تكثر فيه المنكرات.
ب _ أفهم من سؤالك أنك تعلقت بفتاة أجنبية، وهذا ولا ريب أمر محرم، فلا يجوز للإنسان ذكراً أو أنثى أن يتعلق بقرين أو قرينة ممن ليست من محارمه. فإما أن تتزوجها إن كانت مناسبة لك، أو تتركها وتنساها، وإلا فإنك ستقع في الحرام.
ج - الشيطان له خططه وطرائقه الكثيرة لإغواء بني آدم دون أن يشعروا. كثير من الشباب الذين يبدؤون علاقات محرمة بمهاتفات أو مراسلات يسمونها (بالبريئة) ، استدراجاً من الشيطان لهم حتى يتمادوا - وهم لا يشعرون - ويقعوا في الحرام ـ نسأل الله العافية ـ. فإما أن تتزوج هذه الفتاة بالطرق الشرعية، أو تتركها بلا رجعة.
4- عليك أخي بمراجعة كتب وأشرطة تتحدث عن الثبات على الطاعة، فإني والله أخشى
على نفسي وعليك الانزلاق في مهاوي الردى، والحور بعد الكور.
أسأل الله أن يثبت قلوبنا على دينه.