2) استقباح العلاقة، والتفكر في عاقبتها: وقد أشرت إلى شيء من هذا، وأعيده هنا لأن "التفكر في عاقبة السلوك" منهج إسلامي أصيل في سياسة النفس أحب له أن ينتشر. تأملي يا أختي الكريمة في السلوك الذي تمارسينه الآن، واسألي نفسك الأسئلة التالية:
- هل هو سلوك يرضاه الله -تعالى-؟
- هل هو سلوك يرضاه أبي وأمي وإخوتي لو اطلعوا عليه؟
- هل هو سلوك أرضاه لابنتي؟
- هل هذه العلاقة علاقة نظيفة 100%؟
- ماذا سأستفيد من هذه العلاقة؟ بل ماذا استفدت حتى الآن؟
- لماذا يصد عني معشوقي مع حبه لي؟ هل لأن العلاقة غير نظيفة؟
- هل المعاناة التي أعيش فيها الآن وهي ثمن غالي، هل سأجني من ورائها شيئاً؟
3) رسم صورة المستقبل.
لو تحقق لك الأمر كما تحبين، وتزوجت معشوقك، هل ستضمنين أن حياتك ستكون سعيدة؟ بالطبع لا. لكن اقرئي معي هذا المقطع من مقال لي نشر في مكان آخر:
(.. مسكينات هن فتياتنا يبلغ الظن بهن أن الحب قبل الزواج بحلاوته وطلاوته سيستمر بعد الزواج، قوياً كما هو، ليت شعري كيف لو عرفوا عن الدراسة الأمريكية العجيبة، التي أثبتت أن الغالبية العظمى من الزيجات التي تنشأ عن قصة حب كبيرة، أنها تنتهي بالفشل والطلاق، والسبب ظاهر؛ فحرارة الحب قبل الزواج حرارة خداعة، سرعان ما تطفئها أمواج الواقع، وهذا معنى قول عمر - رضي الله عنه-: "وهل تبنى البيوت بالحب وحده"، خاصة أن هذا النوع من الحب يكون عادة متركزاً على جانب واحد من شخصية المحبوب، كالشكل والمظهر، أو الكلام المعسول، دون إلتفات إلى بقية صفات الشخصية، التي ستبقى فعلاً بعد الزواج. وأنا أتساءل: لو تزوج قيس بليلى أو كثير بعزة أو جميل بثينة أو عروة بعفراء، فهل سيبقى حبهم بعد الزواج كما هو؟!.) ..
4) الإشباع المحمود للعواطف: عاطفتك يا أخية جيّاشة حية متدفقة، إني أراها كموج بحر هادر يضرب في صخور الشاطئ!. الفتاة كالزهرة الندية، في صباح لطيف باسم، رقيقة المشاعر مرهفة الحس ناعمة الوجدان، تطربها الكلمة الودودة، وتنعشها الابتسامة الحانية، ويغرس الاهتمام بها في قلبها البهجة والسرور.
إن الفتاة الناضجة تسعى لإشباع عواطفها وكفاية مشاعرها، بجهدها الذاتي وطرائقها الخاصة. وكما أن هناك طرقاً للإشباع العاطفي غير متزنة ولا محمودة، فإن ثمت طرقاً كثيرة محمودة مرغوبة، منها:
-الإشباع في الجو العائلي: لابد للعائلة من أن تشبع عواطف الفتاة، فإذا لم تشبع في الجو العائلي تعلقت بصديقة أو معلمة، وربما ذهبت الفتاة لما هو أبعد من هذا، فأشبعت عواطفها مع أفراد الجنس الآخر من الرجال. وهذا التوجيه موجه للأسرة بالدرجة الأولى، لتحرص فيما تحرص عليه أن تلبي الحاجة العاطفية لأولادها، فالخبز واللحم لا يعرفان طريق القلب والمشاعر. ولكن الخطاب موجه أيضاً للفتاة نفسها، ذلك أن على الفتاة أن تسعى لتكون هي زهرة بيتها، وحديقة أسرتها، التي يجتمع حولها أبواها وإخوانها. البنت اللبقة المحبوبة تقترح على أهلها تعميق العلاقات فيما بينهم، وتسعى لتحقيق ذلك بما أوتيت من ذكاء نفسي ولباقة اجتماعية.