المجيب خالد بن حسين بن عبد الرحمن
باحث شرعي.
التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات تربوية وتعليمية/ العلاقات العاطفية /الحب
التاريخ 4/1/1425هـ
السؤال
أنا طالب جامعي على علاقة فقط عبر الهاتف مع فتاة، لم تتطور العلاقة أكثر من ذلك؛ لخوفنا من الله، الآن لقد التزمت أكثر والحمد لله، لا أستطيع أن أخطبها حالياً، أنا في حيرة: هل أقطع علاقتي بها، أو ألتزم وإياها ونبقى على علاقة أخف كالإيميل مثلاً؟ أو هذا أيضاً حرام؟ أفتونا جزاكم الله عنا كل خير، هل نستطيع أن نبقى معاً، ولكن ضمن إطار إسلامي يثبت بعضنا الآخر؟. جزاكم الله خيراً.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أحلَّ لنا الحلال ورغَّبنا فيه، وحرَّم علينا الحرام وحذَّرنا منه، والصلاة والسلام على معلِّم الناس الخير، نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، أما بعد:
إلى الأخ السائل: - حفظه الله تعالى- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لقد قرأت رسالتك وسرني جداً التزامك بشرع الله، أسأل الله لنا ولك الثبات.
أخي الكريم: إن الالتزام بشرع الله ليس مجرد كلام، لكن هذا الكلام لا بد وأن يترجم إلى فعل، وأن ما أنت عليه من العلاقة مع هذه الفتاة من محادثات ورسائل أمر لا يقره دين ولا شرع، حتى ولا عرف، فكل علاقة بين رجل وامرأة أجنبية عنه خارج نطاق الحياة الزوجية حرام شرعاً.
أخي الكريم: أنا أعلم أنك تريد الزواج من هذه الفتاة، وأنا أقول لك إن هذا الطريق ليس بطريق شرعي، ما دمت أنك لا تستطيع الزواج بها في الوقت الحالي، فيجب عليك أن تقطع العلاقة معها وعلى الفور، وإني سائلك سؤالاً فأجب علي وبكل صراحة: هل تحب هذا الأمر لأختك؟ حتى ولو كان هذا الشاب الذي يراسلها ملتزماً مثلك ويريد الزواج بها؟ الإجابة معروفة وهي الرفض، فما دمت لا ترضى بهذا الأمر لأختك فلماذا ترضاه لبنات المسلمين، فكما أنك لا ترضاه لنفسك، فكذلك الناس لا يرضونه لأنفسهم، فاتق الله أخي الكريم، واقلع عن هذا الذنب، واقطع هذه العلاقة على الفور، وتذكر دائماً قوله -تعالى-: "ولا تتبعوا خطوات الشيطان" [البقرة: 168] ، ولم يقل - سبحانه- ولا تتبعوا الشيطان، ولكن حذَّرنا من اتباع الخطوات بداية؛ حتى لا نتبع الشيطان نهاية، وأن ما تفعله مع هذه الفتاة هو من خطوات الشيطان الذي نهانا ربنا عن اتباعها، وتذكر قوله -تعالى-: "ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا" [الإسراء: 32] ، ولم يقل سبحانه: ولا تزنوا، ولكن حذَّرنا من الأشياء التي توصلنا إلى هذه الجريمة، وأن ما تقوم به من مراسلة هذه الفتاة وسيلة من وسائل الوصول إلى هذه الفاحشة عياذاً بالله من ذلك. وتذكر قوله - صلى الله عليه وسلم-: "ما خلا رجل بامرأة إلا وكان الشيطان ثالثهما" فما ظنك باثنين الشيطان ثالثهما؟ انظر ما رواه الترمذي (2165) ، وغيره من حديث ابن عمر -رضي الله عنهما-، فأنت عندما تراسل هذه الفتاة أو تحادثها عبر الإيميل فهي كالخلوة قياساً، والشيطان هو ثالثكما، ولا تقل لي إننا ندعو بعضنا بعضاً، ونثبت بعضنا بعضاً، هذا كله من تلبيس إبليس عليك وعليها حتى تضلا عن السبيل، وعندما تقع المصيبة وتحدث الكارثة وعندها تعض أصابع الندم، ولات حين مندم.