ثانياً: احمدي الله تبارك وتعالى إذ رحمك.. ودلك على الخير وهداك إليه باختيارك إنهاء هذا الأمر " وهو المكالمات الهاتفية " مع هذا الشخص.. لأنك لا تدرين إلى ماذا ستنتهي لولم تنهيها..؟! ربما انتهت إلى فضيحة أو كارثة أو غير ذلك مما يتكرر حدوثه في مثل هذه الأمور.. والضحية دائماً هي الفتاة وعائلتها..!!
ثالثاً: تأكدي أن هذه العلاقة لو استمرت.. فإنها قد تنتهي إلى أي شيء.. إلا شيئاً واحداً لا يمكن أن تحققه مهما علت الوعود وتكررت العهود وهو " الزواج "..!! لماذا؟! لأن من يريد أن يختار زوجته لن يختارها بهذا الشكل ويقبلها بهذه الطريقة!! وحتى لو قبلها وهي نسبة ضئيلة لا تكاد تذكر.. فإن البدايات لن تختفي من ذاكرة الرجل وستكون هماً يؤرقه.. وهاجساً يسقط عليه الكثير من المواقف الحياتية العابرة..!! وبالتالي يتحول إلى ورم خبيث في جسد الحياة الزوجية ينتهي غالباً إلى إنهائها..؟!
رابعاً: كثيرات هن المخدوعات اللاتي مررن بمثل تجربتك ولكنهن صدقن الوهم واسترسلن بالحديث.. وسرن بهذا الطريق الشائك..!! وفي النهاية.. حسرات.. وزفرات.. ودموع وآهات..!!! بل وعار وشنار!!! فانظري لهذا الأمر من هذه الزاوية.. والعاقل من وعظ بغيره لا من وعظ بنفسه!!
خامساً: دعينا نتجاهل كل الاعتبارات الأخرى.. ونفترض أن هذا الإنسان كان - فعلاً - سيخطبك ويتزوجك فمن قال لك إن سيرته وأخلاقه كانت ستعجبك وستقبلينه لو تقدم لك..؟!! ربما كان شخصاً تافهاً.. مغروراً.. منحرفاً..؟! وربما.. وربما..!! علماً أن بعض الاعتبارات لا يمكن تجاوزها أو تجاهلها.. لأنها تدخل ضمن الثوابت الشرعية والأخلاقية.
سادساً: بغض النظر عن كل شيء فلقد تصرفت كما يجب - بعد أن كدت أن تتردي إلى طريق الهاوية.. فاحمدي الله واسأليه الثبات حتى الممات.. واحذري من كيد الشيطان ونزغاته وتلبيسه فهو الذي يسعى - أخزاه الله - إلى أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا.. فالحذر.. الحذر!! سابعاً: الله.. الله باختيار الرفقة الصالحة التي تدلك على الخير وتعينك عليه.. وعليك - أختي الكريمة - بصدق الالتجاء إلى الله بأن يحفظك ويوفقك ويعيذك من الشيطان.. وعليك بقراءة الأوراد اليومية.. والاستغفار.. وإحسان الظن بالله.. والانشغال بالطاعة قدر الجهد.. ووضع الجنة نصب عينيك.. والاحتياط لنفسك ودينك.. وأما ما تشعرين به من الفراغ.. فاغتنمي فيه خمساً قبل خمس كما جاء في الحديث (فراغك قبل شغلك.. وغناك قبل فقرك وشبابك قبل هرمك وصحتك قبل سقمك وحياتك قبل مماتك.. الحديث) . وفقك الله وحماك، وسدد على طريق الخير والحق خطاك.