رابعاً: هناك العديد من التساؤلات والفرضيات التي يجب أن نضعها في الاعتبار ونوسع من خلالها دوائر البحث الهادئ المتزن.. والجاد في نفس الوقت.. حتى نتدارك ما فات ونصلح ما يمكننا إصلاحه..!!

فمثلاً: مع من يحتك ويختلط الطفل داخل المنزل وخارج المنزل؟! هل هناك عمالة منزلية لديكم من خدم أو سائقين أو لدى أحد أقاربكم ممن تختلطون معه؟

وسع الدائرة قليلاً.. وتتبع برنامج الأسرة الأسبوعي أو الشهري.. وحاول أن تفترض بعض الفرضيات ولا بأس من سؤال الطفل بهدوء وتروي عمن أغواه في هذا العمل..؟! وتأكد أنه قد يؤتى الحذر من مأمنه!!! والمهم لديك هنا علاج هذه المشكلة من جذورها حتى لا تتطور لما هو أسوء ضرراً وأشد خطراً..!!! والعاقل من وعظ بغيره!

وقد تكتشف أن البداية انتقلت إلى طفلك عن طريق طفل آخر ... وهكذا.. والهدف من كل ذلك

كما أسلفت معرفة الأسباب وعلاجها والعمل على متابعة أبناءنا وإرشادهم وتبصيرهم.. والوضوح معهم في ذلك بما يتناسب مع إدراكهم وفهمهم وعدم التهاون مع أنفسنا لأننا نحن المسؤولون بغفلتنا وتساهلنا وربما بحسن نوايانا!!! وسوء فهمنا بأن هؤلاء الأطفال لا يجب أن يبصروا بأمور لا يفهمونها حتى لا ينتبهوا لها..!!!

وهذا خطأ ولا شك..!! فطفولتهم وبراءتهم وجهلهم تجعلهم عرضة للاستغلال أو التغرير من قبل بعض أصحاب النفوس المريضة أو المنحرفة!!! وتبصيرهم بشكل واضح بما قد يتعرضون له.. والطريقة المثلى للتعامل مع ذلك..وتسمية الأشياء بأسمائها بشكل وأضح مطلب ضروري وهام.

خامساً: اقترب أخي الفاضل من أطفالك.. ولاعبهم.. ومازحهم وحدثهم واقصص القصص الهادفة عليهم واستمع إليهم وأوصل لهم العديد من الأفكار والقيم الإسلامية والمعاني التربوية العظيمة عن طريق القصص والحكايات البسيطة.. وعلمهم بعض الأذكار اليومية والأوراد الشرعية ولاحظ استجابتهم لك وانسجامهم معك وهذب سلوكهم وقوم أخلاقهم من خلال مثل هذه الجلسات القصيرة والقصص البسيطة..!! وستزيل بطريقتك تلك الكثير من الحواجز الوهمية والنفسية التي قد تحول بين طفلك ومصارحته لك ببعض الأمور التي قد لا يدرك خطورتها أو يفهم أبعادها.. فتستطيع أنت بفطنتك تداركها وعلاجها.

سادساً: ولا أنسى قبل الختام أن أوصيك ونفسي بصدق الالتجاء إلى الله بطلب العون والسداد والرشاد في تربية أبناءنا وأن يقر عيوننا بصلاحهم وهدايتهم وتوفيقهم كما اسأله تعالى أن يحفظهم وجميع أبناء المسلمين من شياطين الجن والإنس إنه تعالى ولي ذلك والقادر عليه.. وهو حسبنا ونعم الوكيل.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015