المجيب د. عبد اللطيف الحسين
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات تربوية وتعليمية/ تربية الأولاد/ الأساليب الصحيحة لتربية الأولاد/مرحلة المراهقة
التاريخ 10/04/1425هـ
السؤال
السلام عليكم.
عندي أخوة مراهقون ولهم أصحاب فاسدون، وقد بذلت ما أستطيع لإبعادهم عنهم ولكنهم ازدادوا تعلقاً بهم؛ فكيف يمكنني إبعادهم عنهم، وما هي الوسائل الجيدة لذلك؟
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد.
شكر الله للأخ السائل على جهوده الطيبة في مناصحة إخوته المراهقين، وأوصيه بعدم التضجر أو اليأس من دعوتهم، وأذكِّره بالتحلي بالصبر الجميل والمصابرة، وبكثرة الدعاء بصلاحهم، وأنوِّه على مراعاة الحكمة والموعظة الحسنة من أجل إقناع إخوانه المراهقين بمخاطر الأصحاب الفاسدين.
وليعلم أن مرحلة (المراهقة) من أخطر المراحل التي يجب الانتباه لها، ذلك أن المراهقين لديهم قابلية خاصة (للاستهواء) بمعنى التقليد والمحاكاة، فربما أعجب بعض الشباب بأناس فاسدين ومغنين ماجنين أو ممثلين وغيرهم. وكما قال ابن شوذب:"إن الشاب لينشأ؛ فإن آثر أن يجالس أهل العلم كاد أن يسلم، وإن مال إلى غيرهم كاد أن يعطب".
ومن هنا فإننا أمام نمط جديد من فترات العمر تحتاج إلى مداراة وترفق وتأليف القلوب، وإلى بذل جهود مضنية ووسائل جديدة وهادفة في احتواء المراهقين من خلال إيجاد الجو الملائم لأعمارهم، والملبي لإشباع هواياتهم واستنفاذ طاقتهم، فيما هو مباح ونافع، فهناك الرياضة والسباحة وبعض الهوايات كالصيد والرحلات والتعرف على المناطق والمدن والمعالم، وحبذا تقديم الهدايا لهم، من الأشرطة المفيدة والمجلات وغير ذلك.
وأوصيه بالإكثار من الجلوس معهم، والنزول معهم في الحديث على قدر مستواهم، ومشاركتهم في اهتماماتهم من أجل إزالة الحواجز النفسية والاجتماعية فيما بينه وبينهم، فيعقد لهم المساجلات الشعرية، والمسابقات الخفيفة، ويذكر لهم القصص والطرائف ونحو ذلك.
وجميل أن يقتني لهم قناة إعلامية هادفة؛ كقناة "المجد" الفضائية حتى يشغل وقت فراغهم فيما هو خير. كما لا ينسى الأخ السائل أن إيجاد الصحبة الطيبة أعظم سبب - بعد الله- في التأثير عليهم في سلوك الخير والهدى.
وأخيرًا أقترح عليه التشاور مع بعض الأخيار من الأساتذة والمربين في علاج مشكلة إخوته المراهقين، فعن طريق الشورى والتعاون يتم التغلب على كثير من المشكلات لا سيما فيما يتعلق بالشباب.
كما أُذكّر بأهمية الاتصال بأولئك الغافلين من أصحاب إخوته، ومناصحتهم، ودعوهتم إلى الخير.
أسأل الله العلي القدير أن يهدي شباب الإسلام ويحفظهم من الفتن.