المجيب أحمد بن علي المقبل
مرشد طلابي بوزارة التربية والتعليم
التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات تربوية وتعليمية/ تربية الأولاد/ الأساليب الصحيحة لتربية الأولاد/مرحلة المراهقة
التاريخ 15/4/1422
السؤال
لي ابن أخت أكبر الذكور بعد ثلاث فتيات ويليه فتاتين.. الأب متعلم.. ولكن إنسان بسيط متدين عامي.. والأم.. مجتهدة إلا أنها تظل امرأة وتفتقد إلى دور الزوج الحازم مع الأولاد..
كثيراً ما تئن وتشتكي أختي من وضع ابنها فهو غير مستقر أبداً (عمره 17 سنة تقريباً) كثيراً ما يبدل صداقاته فهي كثيرة ومتقلبة رغباته قد جعل المال نصب عينيه ويظن ذلك مفرحاً لأبويه - كما يبديه لهم..
سؤالي ما الذي يجب أن أقوم به بخاصة وأن أبويه يطلبان مني التدخل ومناصحته ولا أشك أنه سيقع في محاذير كثيرة لعل أقلها الدخان - ولا يوجد في العائلتين من يدخن بحمد الله , والذي يعتبر صاعقة عندنا.. كما أنه ينجرف مع أي رأي خارج المنزل.. أرجو تنويري وإرشادي في هذه الحالة ومع أي مراهق..
الجواب
أخي الكريم اشكر لك ثقتك أسال الله تعالى لنا ولك التوفيق والسداد وان يرينا جميعا الحق حقا ويرزقنا اتباعه والباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه وألا يجعله ملتبسا علينا فنضل انه ولي ذلك والقادر عليه
أما عن استشارتك فتعيقي عليها مايلي:
أولاً: ما تذكره عن ابن أختك شئ متوقع في هذا العمر وهذه المرحلة (وهي مرحلة المراهقة) مرحلة حرجة متقلبة.. يحاول فيها المراهق التمرد على كثير من الأشياء.. والتعرف على الكثير أيضا..!!؟ خاصة وأنني اعتقد أن هذا الشاب كان مثار إعجاب وحب والديه بشكل ـ ربما ـ مبالغ فيه بعد مجيئه إلى الدنيا عقب ثلاث أخوات..!! وهو ما يحدث عند كثير من الأسر.. فيصبح هذا الطفل هو الآمر الناهي ... لا يرد له طلب ولا يناقش في أمر، تحيطه الرعاية والمداراة من الجميع..!! وتمر الأيام ويكبر الصغير وتتضخم لديه ((الذات)) بشكل غير عادي فيشب على الطوق ويتمرد على الجميع..!! وتجتمع لديه حساسية المرحلة العمرية.. وهشاشة التربية الأسرية.. وهنا مكمن الخطر..!!
ثانياً: لا بد للمراهق أن يعلم أن هناك خطوطاً حمر لن يسمح له بتجاوزها.. مهما كان.. ويترك هذا التحذير في آخر القائمة.. وتحاول أنت بمكانتك ومنزلتك أن تقترب منه كصديق.. شاركه في اهتماماته.. واستمع إليه.. واستشره في بعض الأشياء الخاصة بك.. واشعره بأنك تثق به.. وبأنه ـ فعلاً ـ رجل ناضج.. واوعز إلى أهله بأن يسندوا إليه بعض المهام.. ويشكروه على إنجازها.. ولا يستغربوا منه تقلبه في الصداقات وفي الرغبات.. فهذه سمة المرحلة كما أسلفت.. لانه مازال يبحث عن ذاته.. ولم يحدد بعد ماذا يريد..!!! فأعنه على ذلك.. من غير إفراط ولا تفريط.. وحبذا لو بدأت معه " بهديه " ترى أنها مناسبة لاهتماماته.. ثم شجعه مع الوقت على تنمية هوايات معينه وشاركه في بحثها والنقاش حولها وحاول أن تعينه على اختيار رفقه صالحة ... أو على الأقل ليست سيئة.. ليدلوه على الخير ويعينوه عليه.. والمهم هنا الاتنقطع شعرة معاوية بينك وبينه بقدر المستطاع.. ولا تنتظروا منه الكمال!!
ثالثاً: الله.. الله ... بالدعاء الصادق بأن يصلحه الله ويحفظه من كل سوء.. وان يريه الحق حقاً ويرزقه اتباعه.. والباطل باطلاً ويرزقه اجتنابه.. واكثروا من الدعاء ولا تستبطئوا الإجابة.
رابعاً: أعانك الله وحفظك وجعل ما تقوم به ف ميزان حسناتك.. انه جواد كريم.. ووفقك وسدد على طريق الخير والحق خطاك.