طفلتي وحب التملك

المجيب فهد بن أحمد الأحمد

مشرف في وحدة الخدمات الإرشادية بوزارة التربية والتعليم.

التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات تربوية وتعليمية/ تربية الأولاد/ الأساليب الصحيحة لتربية الأولاد/مرحلة الطفولة

التاريخ 06/02/1426هـ

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أود استشارتكم في مشكلة حب التملك الزائد لدى الأطفال، لدي بنت عمرها ثلاث سنوات لا تحب مشاركة أحد في ألعابها إلا إذا كان طفلاً أكبر منها بـ (ست سنوات وأكثر) ، فابن خالتها الذي في نفس عمرها وتراه بشكل دائم لا تعطيه أو تسمح له بأخذ أي شيء من أشيائها إلا نادراً، مع أنهما دائما يلعبان سويا، وهو يعطيها ألعابه وحاجياته ويشاركها في كل شيء، بينما هي تصرخ وتحاول إيذاءه إذا أخذ أي شيء يخصها، وحتى إن لم يكن يخصها وهي تريده تصرخ وتبكي وكأنها صاحبة حق، وهذا يحدث بشكل يومي، كما أنها إذا رأت شيئا في السوق أو عند غيرها من الأطفال تنسبه إلى نفسها (لعبتي..سيارتي ... الخ) ، وأنا لا أعلم هل تفهم معنى هذا أم أنها تقصد أنها تريده؟ مع العلم أنها عصبية وحادة الطبع، ولا يمكن التفاهم معها بسهولة..أرشدوني إلى منهج أتعامل معها به. جزاكم الله خيراً.

الجواب

الأخت الكريمة: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

إن الأبناء يبدأون باللعب مع الآخرين بداية من السنة الثالثة، ويكون لديهم رغبة في ذلك، وهذا ما يسمى باللعب الاجتماعي، فتبدأ مرحلة التفاعل مع أقرانه بطرق خاطئة كمراقبة لعبهم، ومن ثم محاولة الاستيلاء عليها واستخدام (نا) الملكية.

وهذا نابع من عدم فهم كثير من الأمور التي يجب أن تكون في العلاقات بين الأطفال؛ لأن الطفلة ترى العالم من زاويتها وموقعها ومشاعرها ورغباتها، ولم تتعلم كيفية أن اللعب والاشتراك مع الآخرين يتطلب منها أن تعطي كما تأخذ، وقد تكون هناك أسباب أخرى مرادفة، وتعمق السلوك مقارنة بأقرانها نتيجة نوعية التنشئة الحياتية للعامين الماضيين من توفير اللعب بكافة أشكالها وتحقيق رغباتها بشراء ما تريد.

لذلك - أختي الكريمة- لا تنزعجي كثيراً من سلوك ابنتك؛ فهي الآن في عمر مناسب جداً لكي تساعدينها على نهج سلوك يساعدها على الاندماج مع الآخرين وإقامة علاقات طيبة والتخلص من العناد والصراخ بهدف الحصول على مبتغاها.

لذا عليك بما يلي:

1) راقبي سلوك ابنتك حينما تكونين في لقاء أسري وتعاملها مع أقرانها، وشجعيها على التعاون مع مثيلاتها عمرياً.

2) قدمي لها مجموعة من الحلوى، واطلبي منها توزيعها على الأطفال لتغرسي داخلها سلوكاً مثالياً لكيفية مساعدة الآخرين.

3) استخدمي أسلوب التعزيز الإيجابي اللفظي والمادي لأي سلوك إيجابي يحدث منها.

4) أهمية أن يكون تصرفك ووالدها بمعيار واحد لا تضاد بينكما؛ حتى لا يخلق سلوكاً مضطرباً لدى ابنتكما، ومن ذلك تشعر البنت بالطمأنينة والأمن ويتعدل سلوكها. فالطفلة التي تنشأ على الثقة بوالديها وبأسلوبهما مهما كان طبعها ومزاجها فيكون لديها فرصة جيدة لتبدأ درب الحياة بشكل واثق وهادئ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015