المجيب د. طارق بن عبد الرحمن الحواس
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام بالأحساء.
التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات تربوية وتعليمية/ تربية الأولاد/ الأساليب الصحيحة لتربية الأولاد/مرحلة الطفولة
التاريخ 23/5/1425هـ
السؤال
صديقتي تسأل، لها أخت تعيش في بريطانيا لإكمال دراستها الجامعية، (طب) ومعها زوجها وبناتها وأولادها، وهم يدرسون السبت والأحد في السفارة السعودية، وبقية الأيام في مدارس بريطانية، ولديها أصغر بنت أدخلتها روضة بريطانية؛ لعدم وجود روضة سعودية، في أيام عيد الميلاد عندهم أمرتهم الروضة أن يزينوا شجرة (الكريسماس) في ليلة العيد! وأنهم إذا زينوها سيأتيهم بابا (نويل) ويعطيهم هدايا!
طبعا البنت صغيرة وتأثرت بالموضوع، لكن أمها أفهمتها أن هذا عيد الكفار، وغيبتها في يوم العيد عن الروضة، ومنعتها أن تزين الشجرة، اليوم التالي راحت البنت الروضة ورجعت بهدية كبيرة، وتقول: تخيلي (يا ماما إن بابا نويل جا اليوم عشاني وجاب لي هدية) ، شوفي لأي درجة الكفار طيبين، يا رب نصير كفاراً! عشان أزين مع صاحباتي شجرة العيد) !
طبعا أمها فجعت لما وجدت بنتها منحازة ومعجبة بهم، وأيضا تدعو على نفسها بالكفر، فيا شيخ: ما هو الحل؟ وكيف التصرف مع البنت؟ علماً بأنها متعلقة بالروضة لدرجة أنها أيام مرضها لا تتغيب، فما الحل؟ وما هو العمل؟ هل يتركونها اعتباراً بأنها مرحلة وتمضي؟ أم يخرجونها؟ وما هي نصائحكم لمثل الأسر التي تسافر إلى هناك؟، نأمل أن تضعوا لنا حلولاً، وجزاكم الله خيراً.
الجواب
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
الأخت الكريمة -سلمها الله ورعاها-
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فنشكر لك مراسلتك لنا على موقع (الإسلام اليوم) ، ونرجو الله أن تجد منا النفع والفائدة.
ونعتذر عن التأخير في إجابة سؤالك، والجواب على ما سألت كالتالي:
أولا: يجب التذكير بأن مرحلة الطفولة مرحلة مهمة في حياة الإنسان؛ فهي مرحلة تأسيس لكثير من أخلاقه وطباعه وتفكيره، وبالتالي أرى وجوب إخراج هذه الطفلة من هذه الروضة، وإلحاقها بأي روضة مسلمة؛ لتعالج الخلل الذي حدث جرّاء هذه الحادثة المذكورة، وإن تعذر وجودها في منطقتكم فبتعجيل إدخالها إلى المدرسة أو تكثيف الجهد عليها من قبل والديها لتحبيب الله والإسلام في قلبها من خلال القصص والروايات وغيرها.
ثانياً: أنصح كل مسلم لا يقدر على الحفاظ على دينه ودين أبنائه في بلاد الكفر أن يعجل بالهجرة إلى بلاد المسلمين وجوباً، وسيعوضهم الله خيراً مما تركوه، ولتذهب الدنيا وليسلم الدين والإيمان، فليس هناك أغلى على المرء المسلم من دينه يحافظ عليه ويصونه من الضعف أو الاضمحلال.
ثالثاً: يجب الاستعانة بالله دائما وأبداً في تثبيت الدين في القلوب، ثم الاستعانة بالأخوة الكرام في المراكز الإسلامية هناك لتزويدهم بما يعين على الحفاظ على الأبناء ودينهم من التغريب في بلاد الكفر والذوبان في معتقدات القوم.