المجيب د. محمد بن عبد الرحمن السعوي
عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم
التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات تربوية وتعليمية/ تربية الأولاد/ الأساليب الصحيحة لتربية الأولاد/مرحلة الطفولة
التاريخ 24-1-1423
السؤال
لدي فتاة في الصف الرابع الابتدائي وأحاول جاهدا أن تكون من الصالحات وذلك من خلال الحرص على صلاتها وأدائها في أوقاتها ولكن يبدو أن الضغط عليها أدى إلى تهربها والإدعاء بأداء الصلاة وهي الآن تقوم بأداء الصلاة في الدور العلوي مع حرصي أن تؤديها أمام أمها وأمام الجميع في الدور السفلي، ولذلك فقد حاولت تغيير منهجي معها والتشديد في مراقبتها من خلال الحوافز المادية التي تحبها كثيرا فقد اتفقت معها على أي صلاة أشهدها أو تشاهدها أمها سوف تحصل على ذلك الحافز، كما طلبت من أخيها الصغير بمراقبتها لمعرفة هل أدت الصلاة أم لا، أرجو توجيهي حول هذا الموضوع وتزويدي بوسائل علمية لذلك.
الجواب
أخي الكريم أشكر لك ثقتك وأسأل الله تعالى لنا ولك التوفيق والسداد والرشاد أما عن استشارتك فتعليقي عليها ما يلي:-
أكاد أجزم أن ابنتك هي أكبر أولادك من خلال تعاملك معها وحرصك عليها هذا الحرص الشديد لتكون من الصالحات. يتحمس الآباء كثيرا في تربيتهم لأولادهم وخاصة في الطفل الأول فتجدهم يمارسون أساليب شتى في تطبيقات طرق التربية سواء من الناحية السلوكية أو من الناحية التعليمية أو الدينية ... ولو نظرنا إليهم بعين المتفحص والمتجرد لوجدناهم في الحقيقة إنما يلبون حاجات نفسية لديهم هم قبل أولادهم.. ولسان حالهم يقول أريد أولادي رجالا صالحين متميزين ومنضبطين وناجحين في جميع شؤونهم الدنيوية والأخروية.. فتجد أحدهم يحاول ويجتهد حتى ولو كان يمارس طريقة خاطئة ولكنه وبسبب ذلك الدافع القوي تجده يعمى عن سلبيات مثل هذه الأساليب والطرق التي يعمل بها ولا يفيق إلا بصدمة قوية يفاجأ من خلالها أن ابنه أو ابنته هما أبعد ما يكون عن الهدف والسلوك الذي طالما حلم به.
أيها الأخ الكريم..
ما كان الرفق في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه.. أنت بدت لك بعض من نتائج أسلوبك مع ابنتك ولكن للأسف لم تتعلم من هذا الدرس بل جنحت إلى أمر أسوأ من خلال مراقبتها والتشديد في ذلك.
يا أخي لا تجعلها تصلي من أجلك أو أجل أمها.. ازرع فيها المراقبة الذاتية.. ذكرها بأمر الصلاة وعظم شأنها في الإسلام وأنها سبب في التوفيق في الدنيا والآخرة، حاول ربط ما يحدث لها من منغصات في العيش بالابتعاد عن الله واتركها.. ليكن عملك التذكير والنصح بالحسنى ولا تراقبها بهذه الطريقة السيئة وصدقني أنه سوف ينشأ لديها حب الصلاة والخير في ضميرها مع الوقت وليس مع الشدة والمراقبة والحزم الزائد أو توصية إخوانها بالقيام بمهمة الرقيب، وصدقني أن النتائج بهذه الطريقة ستكون عكسية راجيا ألا تكتشف خطأ أسلوبك من خلال سلوك أبنائك فيما بعد، حيث في ذلك الحين يكون الوقت متأخرا جدا للإصلاح أو للعودة لتجريب أسلوب آخر يكون أكثر ليونة وأكثر حكمة.
زادك الله حرصا وروية ووفقنا للسلوك القويم مع أنفسنا ومع أبنائنا.
والله يحفظك ويرعاك،،،