رابعاً: مسألة تكليفه بحفظ القرآن الكريم.. مسألة رائعة جعلها الله في ميزان حسناتك.. ولكن أهم مافي هذا العمر عنصرين (الوقت) و (الحوافز) فحاولي أن تختاري له الوقت المناسب لهذه المسألة وذلك بترتيب وقته.. بحيث لا يتعارض وقت الترفيه مع وقت الحفظ مثلاً.. وإعطاؤه بعض الحوافز لاتمام كل مرحلة من الحفظ.. وحاولي ألا تكثري عليه.. حتى لا يمل.
وأما (الكذب) فجميل منك مسألة تنبيهه إلى خطورته بشكل هادئ.. ولكن مشكلة الأطفال معنا غالباً أننا قد ننهاهم عن أمور.. ويلاحظون أن الكبار يمارسونها بشكل أو بآخر.. والأمثلة هنا كثيرة!! والطفل لا يميز - عادة - بين الدوافع.. ولا تعنيه الأسباب بقدر ما يعنيه الفعل الذي أمامه..!! وعلى أية حال.. استمري في توجيهه بهدوء.. وإياك ووصمه (بالكذاب) فهذا قد يؤثر عليه.. ويجعله يستمرئ هذا الفعل وتتساوى عنده الأشياء!!!
وجميل لو تم إلحاقه.. بإحدى حلق تحفيظ القرآن الكريم داخل الحي.. ومتابعته من قبلكم.
وحاولي - أختي الكريمة - أن تقتربي منه في لحظات هدوئه.. وتتكلمي معه.. وتشجعيه على الحديث معك عما مر به في المدرسة والشارع من أحداث.. حتى ولو كانت أحداث بسيطة وتروي له بعض الحكايات المسلية والهادفة.. وخاصة قبل النوم.. وأما بكاؤه المستمر - أحياناً - فيظهر والله أعلم.. أنها وسيلة منه للتخلص من بعض المواقف.. واستجلاب العطف.. فلا تتوقفي عندها طويلاً.
خامساً: قد يكون ما يعاني منه الطفل هو ما يسمى في علم النفس (النشاط الحركي الزائد) .. ولكننا لا نستطيع الجزم بذلك إلا بعد التأكد وملاحظة سلوكه.. فإذا كان يتصرف بهذا الشكل في أماكن أخرى غير المنزل.. مثل الشارع والمدرسة وعند الأقارب.. وغيرها.. رجحنا هذا الخيار.. وعموماً.. حتى النشاط الحركي الزائد تجدي معه كثيرا ما تسمى بـ (فنيات تعديل السلوك) .
سادساً: أجبت على مشكلة (حركة الأطفال الزائدة) في المواقع تحت ما عنوان (طفلي عنيف!!) واقترحت مجموعة من فنيات تعديل السلوك.. ستجدين فيها بإذن الله بعض الأفكار المفيدة.. آمل الاطلاع عليها في الاستشارات النفسية.
سابعاً: وأخيراً لا تنسي - أختي الكريمة - الدعاء الصادق والمستمر.. أن يصلح الله لك أبناءك ويحفظهم من كل سوء.. وأن يقر عينيك بصلاحهم وهدايتهم وتوفيقهم.