المجيب يوسف صديق البدري
داعية إسلامي وخطيب مسجد الريان بالمعادي ومستشار اللغة العربية بوزارة التعليم
التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات اجتماعية /اجتماعية أخرى
التاريخ 14/10/1426هـ
السؤال
لدي أخت تزوجت وهي صغيرة من شخص غير سوي، وبدأت تنحرف أخلاقياً وهي عند زوجها، اكتشف زوجها أنها تخونه مع شخص فقام بطلاقها، وبعد مدة قام بإرجاعها، ولكنها لم ترجع إلى الله وتتوب إليه، بل استمرت في انحرافها.
ومشكلتي التي أعيشها الآن هي أن زوجها اكتشف أنها على علاقة مع صديقه، ونزلت علينا المصائب والفضائح والأمراض من هذه الأخت، وبعد هذه الفضائح فكرت كثيراً في قتلها؛ لأنها دمرت حياتي وحياة أمي وأبي وأولادها.
وقد اقترح علي أحد الأقارب أن أودعها مستشفى الأمراض النفسية، وعلى الفور قمت بذلك، ولكنها هربت من المستشفى، وقامت بالإبلاغ عني لدى مركز الشرطة بحجة أنني تهجمت عليها في بيتها، وآخر ما توصلنا إليه هو أن نتبرأ منها أمام الله والقانون وقد قمنا بذلك.
أفيدونا مأجورين.
الجواب
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه، وبعد:
فإني أسأل الله -تعالى- أن يفرج كربك، ويزيل همك، وألا يحمِّلك ما لا طاقة لك به، فمعاناتك مع شقيقتك -حقاً- مؤلمة موجعة، وللدنيا مع أهلها ابتلاءات وتقلبات، وما على أهل الإيمان إلا الصبر والاحتساب وحسن التوكل على الله تعالى، لكني أرى -يا أخي- أنكم بذلتم مع تلك الشقيقة كل حيلة، وسلكتم معها سعياً لهدايتها ولكبح جماحها كل وسيلة، لكني بعد كل هذا أنصحك بالآتي:
1- الصبر والاحتساب.
فقد قال صلى الله عليه وسلم، فيما رواه الإمام البخاري (5642) ومسلم (2573) : "ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب، ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يُشاكها، إلا كفَّر الله بها من خطاياه".
وفي الحديث الآخر يقول صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب أحدا قط هم ولا حزن، فقال: اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماضٍ فيَّ حكمك، عدل فيَّ قضاؤك، أسالك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو علمته أحداً من خلقك، أو أنزلته في كتابك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني وذهاب همي، إلا أذهب الله همه وحزنه وأبدله مكانه فرحا". رواه أحمد (3712) وصححه الألباني
2- تذكر ابتلاء الله لنبيه نوح -عليه السلام- في ولده، ومع ذلك لم يقصر في نصحه ووعظه إلى ساعة الطوفان، وإلى أن حال بينهما الموج فكان من المغرقين، فلا تيأس ولا تمل من نصح شقيقتك مهما بلغت من تمرد وعصيان، وأرسل لها من النساء الصالحات من يعظها وينصحها ويأخذ بيدها إلى سواء السبيل.
3- لا تملكها أي مال فربما كان في تصرفها سفاهة مع ما ذكرت من تمرد.
4- خذ أبناءها وارعهم وعلمهم الدين، وربهم على الخير والفضيلة بعيداً عن أمهم فليست هي أمينة عليهم.
5- إياك ثم إياك أن تفكر في قتلها حتى لا تخسر دينك ودنياك مهما بلغت من معصية؛ فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لن يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دماً حراماً". أخرجه البخاري (6862) .