المجيب د. عبد العزيز بن علي الغريب
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات اجتماعية /اجتماعية أخرى
التاريخ 16/12/1426هـ
السؤال
ما أفضل ما يفعله الإنسان في فترة الابتلاء والتهميش والتجميد الوظيفي والعملي والاجتماعي؟ وجزاكم الله خيراً.
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فقضية التهميش الوظيفي تختلف عن التجسيد الوظيفي؛ فالتهميش الوظيفي إجراء تقوم به جهة العمل لموظف قد يكون غير كفء أو صدرت منه مخالفة، أو لا يتوافق مع السياسة الجديدة لجهة العمل وغيرها من الأسباب، أما التجميد الوظيفي يعني تأخير الموظف في الترقي أو تقليد مناصب عليا، وطول فترة بقائه على نفس وظيفته، وبالتالي الأمر مختلف، ولا أدري حقيقة أيهما يطبق عليك، فلو أنك تقصد روتين الحياة ككل عملياً واجتماعياً، فعادة الشعور بالملل يدخل إلى بعض النفوس المضطربة التي لا تجد ما تشغل به وقتها بشكل إيجابي. أما إذا كنت تعاني من التهميش الوظيفي في عملك، فأعتقد أنه يجب أن يكون لديك أولاً قناعة بأسباب التهميش بشكل دقيق ولا تغالط فيه نفسك، وعادة ما يكون التهميش فرصة للموظف كي يعيد حساباته وينظر لنفسه من جديد.
أما إذا كان ما تعانيه التجميد الوظيفي -وهو ظاهرة موجودة في القطاع الحكومي بشكل عام- فأعتقد أن طبيعة الأعمال حالياً تؤيد ضرورة زيادة الجرعات التدريبية التي يتلقاها الموظف حتى يطور من نفسه ومن قدراته، لحين انتهاز فرصة مناسبة، فالموظف عليه أن لا يكتفي بما لديه من خبرات أو مهارات، فمن المعروف أن المهارات في تغير في ظل تطور استخدام التقنية في العمل. فالموظف عليه تطوير قدراته حتى يقلل من التجميد الوظيفي الذي قد يقع عليه.
لذلك أخي الحبيب بادر في تطوير قدراتك، وانفتح أكثر على مؤسسات العمل، وعالم العمل بحد ذاته قد يجد فيه الموظف الكثير مما يحقق من مكانة أو دور اجتماعي معين.
ولكن البعض -مع الأسف- قد يرى أن العمل هو دخل أو راتب فقط، بينما الحقيقة العملية هي عكس ذلك، فالعمل -أخي الكريم- هو الدور في الحياة الاجتماعية والذي من خلاله يستطيع الفرد ضبط إيقاع أدواره الاجتماعية الأخرى. وبفقدان دور العمل أو تأثره تضطرب بقية الأدوار، ويحدث الصراع النفسي والاجتماعي للفرد، وحالات التهميش الوظيفي أو التجميد هي مواقف لما يفتقده الفرد في عمله، لذلك يشعر بالملل أو الكبت أو القتل البطيء، كما ذكرت في رسالتك. وأعتقد أن عمرك صغير جداً، فلا تركن لليأس ففي العمر فسحة من أمل، فاستعن بالله وتقدم خطوة للأمام، ويتلوها خطوات بإذن الله، وانظر للعمل وفق ما ذكرت لك، لجعله محور الاهتمام، وستجد نفسك في تناغم كبير في ممارستك لحياتك الاجتماعية.
أسأل الله العلي القدير لك التوفيق والسداد، وأن يوفقك في عملك وفي حياتك.