وظلم النساء موجود في البلاد الإسلامية والكافرة، حتى تلك التي تتشدق بحقوق المرأة، بل إن سهولة الحصول على المرأة في تلك البلاد جعلها تتعرض لمظالم أكثر مما يتصور.
أما تساؤلك حول هل يلحقك ذنب بسبب التفكير بهذا الأمر؟ فجوابه في في قول الحبيب -صلى الله عليه وسلم-: "إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم". رواه البخاري (5269) ، ومسلم (127) من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-
فالله عز وجل حكيم عليم، لا يشرع شيئاً إلا لحكمة بالغة قد ندرك بعض جوانبها وقد لا ندركها. ثم تساءلتِ:
(هل حقاً هي في مرتبة ثانية، هل الإسلام عدها كذلك؟ أريد أجوبة واضحة ومحددة، لا أريد لعباً بالألفاظ كعادة من أسألهم، ولماذا الإسلام عد حقوق الرجل أهم من حقوق المرأة) ؟
مسألة المرتبة هل الرجل هو الأول أم المرأة؟ فلو قلنا المرأة أولاً لثار تساؤل آخر: ولماذا لم يكن الرجل أولاً؟
ولا يمكن القطع بأن الرجل مقدم في كل شيء على المرأة فهناك تقديم للمرأة على الرجل في عدد ليس بالقليل من أحكام الشرع وسأذكر لك موضعين فقط كمثال:
حق المرأة باعتبارها أماً مقدم على حق الرجل الأب، وذلك في الحديث المتفق عليه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: جاء رجل إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: من أحق الناس بحسن صحابتي؟. قال: "أمك". قال: ثم من؟ قال: "أمك". قال: ثم من؟ قال: "أمك". قال: ثم من؟ قال: "أبوك". صحيح البخاري (5971) ، وصحيح مسلم (2548) .
فهنا المرأة مقدمة على الرجل.
والموضع الآخر: تربية البنات فهو في الفضل أعظم وأعلى منزلة من الأبناء حيث جاء في فضل تربية البنات من الأجر والفضل ما لم يأت في تربية الأبناء، روى مسلم (2631) وغيره عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من عال جاريتين حتى تبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو" وضم أصابعه.
وفي بعض مواضع الإرث ترث المرأة أحياناً أكثر من الرجل، كما لو توفي رجل عن زوجة وابنتين وعم، فللبنتين الثلثان وللزوجة الثمن وللعم الباقي.
ولكن في الجملة فإن الرجل مقدم على المرأة في رعاية الأسرة ورعايتها والقوامة عليها، قال تعالى: "الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم" [النساء:34] .
فالله عز وجل أحكم منا وأعلم حين جعل حق الزواج أعظم، ونحن البشر خرجنا إلى الوجود لا نعلم شيئاً فكيف نخاصم ربنا جل وعلا في تشريعه بسبب أخطاء بعضنا؟ قال تعالى: "أولم ير الإنسان أنا خلقناه من نطفة فإذا هو خصيم مبين" [يس:77] .
فالمسلم الموقن بأن الله هو الخالق المدبر الحكيم العليم يؤمن بأن ما شرعه الله هو الحق والهدى، ويستعيذ بالله من شر وساوس شياطين الجن والإنس. ولا تكون أخطاء البشر في حقه سبباً في اعتراضه على حكم ربه.
ثم تساءلتِ: (ما هي حقوق الزوجة على زوجها؟ وكيف تطالبه بها إن كان أحمق ويتكبر عند محاولتها المطالبة بحقوقها، وكأنه يقول: تريدينني هكذا أو اذهبي) !