عن سمرة بن جندب -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:"رأيت الليلة رجلين أتياني فأخرجاني إلى الأرض المقدسة فذكر الحديث إلى أن قال:"فانطلقنا إلى ثقب مثل التنور، فإذا فيه لغط وأصوات، قال: فاطلعنا فيه، فإذا فيه رجال ونساء عراة، وإذا هم يأتيهم لهب من أسفل منهم، فإذا أتاهم ذلك اللهب ضوضوا" وفي آخر الحديث قال:"وأما الرجال والنساء العراة الذين هم في مثل التنور فإنهم الزناة والزواني" أخرجه البخاري (1386) .
والأحاديث في بيان عقاب وعذاب الزناة يوم القيامة كثيرة جداً.
سابعاً: ها أنت قد وقفت على خطورة الأمر، وعظيم شأنه فما عساك أن تفعلي أنت وزوجك حيال ولدك؟ هل تحبين أن يكون مصير ولدك يوم القيامة هذا المصير الأليم والهوان الشديد والعذاب العظيم؟.
هل فكرت أنت وزوجك - ولو مرة- أن يكون ابنكم من حملة كتاب الله، فقمتم بتشجيعه على ذلك، وحرصتم على أن تسجلوه في إحدى حلقات التحفيظ، والتي هي منتشرة هنا ولله الحمد بكثرة.
فهل فكرتم أن يكون ابنكم من الشباب الذين نشأوا في طاعة الله، حتى يكون من الذين قال فيهم النبي -صلى الله عليه وسلم-:"سبعة يظلهم الله يوم لا ظل إلا ظله ... " منهم "وشاب نشأ في طاعة الله" متفق عليه البخاري (660، 1423، 6479، 6809) ومسلم (1031) من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-.
أما بالنسبة لحل هذه المشكلة فعليك بالآتي:
(1) أولاً وقبل كل شيء يجب عليكم أن تسفِّروا هذه الخادمة الآثمة من غير رجعة.
(2) عليكم أن تهتموا بتقوية الإيمان في قلب ابنكم، وذلك بتشجيعه على حضور مجالس العلم ومصاحبة العلماء والدعاة وطلبة العلم والاهتمام الكبير بأمر الصلاة والحرص على أدائها في أوقاتها، ولتكونوا الأسوة الحسنة والقدوة الطيبة له ولباقي أبنائكم.
(3) عليكم بإتلاف أي مظاهر للفساد عندكم من دش وأغان وغيرها من الأشياء المحرمة، والتي تثير الشهوات وتلهب نارها.
(4) عليكم بمتابعة ابنكم متى يخرج ومتى يأتي، ومع من يخرج ومن هم أصحابه، فلا بد من إبعاده عن قرناء السوء.
(5) إحضار الأشرطة الدعوية والكتب الإسلامية والتي تركِّز على تقوية الإيمان، وتحض على فعل الطاعات وتحذِّر من فعل المنكرات، وخصوصاً التي تتكلم عن الموت وشدته، والقبر وظلمته، والقيامة وأهوالها، والصراط وحدّته والحساب ورهبته، والجنة ونعيمها والنار وعذابها.
(6) عليكم أن تأمروا ابنكم بغض البصر عن كل ما حرم الله، امتثالاً لقوله تعالى:"وقل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم" [النور:30] .
(7) عليكم بالإسراع والمبادرة بتزويج ابنكم؛ حتى لا يتورَّط أكثر في الحرام، قال -صلى الله عليه وسلم-:"يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه له أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء" متفق عليه البخاري (5065) ومسلم (1400) من حديث ابن مسعود -رضي الله عنه-، ومعنى قوله:"وجاء" أي وقاية وحماية من الوقوع في الحرام. فإن لم يتيسر لكم ذلك في الوقت الراهن فعليكم إرشاده للصوم، فإن الصوم يهذب النفس ويحد من ثوران الشهوة كما تقدم في الحديث السالف الذكر.