المجيب خالد بن حسين بن عبد الرحمن
باحث شرعي.
التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات اجتماعية / العلاقات الأسرية/مشكلات الخدم
التاريخ 17/9/1424هـ
السؤال
لدي ولد عمره 19 عاماً، اكتشفت أن له علاقة جنسية مع الخادمة، واجهته بالأمر وأغلظت له في القول والزجر، ولكنه أنكر أن له علاقة معها، مع أنني متأكدة من ذلك تماماً، استغرب أن يفعل ذلك فهو من الشباب الهادئ الخلوق، ليس له مشاكل في المدرسة أو الحي، محبوب من الجميع، ولكنه من المقصرين في أداء الصلاة، ومن يومها أصبحت علاقتي معه سطحية، أخبرت والده بالأمر، ولكنه لم يحرك ساكناً، طلبت منه أن يسفِّر الخادمة، ولكنه لم يفعل، فما هو الحل برأيك؟ وجزاكم الله خيراً.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله، والصلاة والسلام على معلم الناس الخير نبينا محمد الصادق الأمين، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين، وبعد:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
لقد قرأت رسالتك أكثر من مرة وساءني جداً ما أساءك، وأحزنني ما أحزنك، ولكن قبل الشروع في حل هذه المشكلة، أود أن ألقي على مسامعك بعض الأسئلة والرجاء أن تتحملي:
أولاً: كيف سمحتم لأنفسكم أن تهيئوا الجو المناسب لابنكم حتى يخلو بالخادمة الآثمة؟ وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-:"ما خلا رجل بامرأة إلا وكان الشيطان ثالثهما" أخرجه الترمذي (2165) من حديث عمر_ رضي الله عنه_ وقال: حديث حسن صحيح غريب. وصححه الألباني فما ظنك باثنين الشيطان ثالثهما؟!
ثانياً: هل بيتكم قائم على الطاعة والذكر، خالياً من المنكرات سواء المسموعة أو المشاهدة أو المقروءة، والتي بدورها تثير الشهوة وتأجج لهيبها في نفوس المراهقين أمثال ولدك.
ثالثاً: هل قمتم بتربية أولادك التربية الإسلامية الصحيحة، وتتابعونهم وتتفقدون أحوالهم، وتقوِّمون انحرافهم، وهل عرفتم من يصاحب ابنكم؟.
هل تظنين أن ابنك انحرف بين عشية وضحاها؟ الأمر ليس كذلك، ولكن وراء انحراف ابنك أسباب كثيرة أنتم عنها غافلون أو متغافلون.
رابعاً: هل لزوجك الدور الفعال في تربية الأولاد لا أظن، كيف أن زوجك لا يحرك ساكناً عندما أخبرتيه بما فعله ابنك مع هذه الخادمة الآثمة؟ إن زوجك وللأسف لم يراع الله في الرعية التي استرعاه الله عليها، فأين هو من قوله -صلى الله عليه وسلم-:"كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، والأمير راع، والرجل راع على أهل بيته، والمرأة راعية على بيت زوجها وولده فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته" متفق عليه البخاري (2554) ، (5188، 5200) ومسلم (1829) من حديث ابن عمر -رضي الله عنهما-.
وأين أنت من هذا الحديث كذلك؟
إن تصرف زوجك حيال هذه المشكلة تصرف خاطئ بجميع المقاييس، فهو بذلك يكون غاشاً لله في تلك الرعية، فهو الذي يعين ابنك على هذا الفجور والمجون وسيسأله الله عن هذا كله إذا لم يتدارك الموقف، إن زوجك آثم بتصرفه ذلك من عدم تأديب ولده وعدم إبعاده لهذه الخادمة الفاجرة.