ثالثاً: بالنسبة لإخوانك، وهذه الوحشة التي تشعر بها بينك وبينهم، فيا عزيزي كن صاحب المبادرة واجلس مع كل واحد منهم منفرداً، وعاتبه واسمح له بعتابك واعتذر إن بدأ لك خطأ من قبلك تجاهه، واسمح للأخر بأن يصلح خطأه ويعتذر، صدقني هذا لن ينقصك بل سيزيدك رفعة، وستزيل من خلال هذه الجلسات وهذا العتب الكثير من سوء الفهم، قال تعالى: [ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم] . ثم اكمل مبادرتك بوضع وليمة تدعوا فيها والديك وإخوانك لترميم هذه الشروخ، وعلاج هذه الأوجاع متمثلاً قول الشاعر:
وإن الذي بيني وبين بني أبي وبين بني عمي لمختلف جدا
إذا أكلوا لحمي وفرت لحومهم وإن هدموا مجدي بنيت لهم مجدا
ولا أحمل الحقد الذي يحملونه وليس كبير القوم من يحمل الحقدا
رابعاً: بعد كل هذه الخطوات وقبلها، أكثر أخي الكريم من الدعاء بأن يصلح الله شأنك وأن يهديك ويهدي لك ويهدي بك وأن يريك الحق حقاً ويرزقك اتباعه والباطل باطلاً ويرزقك اجتنابه ولا يجعله ملتبساً عليك فتظل وإن يعيذك الله من نزغات الشيطان وتوهيمه وتلبيسه وكيده ,فهو المستفيد الوحيد من تقاطع الأرحام.
خامساً: موضوع السكن بجوار بعضكما البعض له وعليه والعقلاء - وأراك منهم - يوازنون المصالح والمفاسد في هذا الأمر، ففي الأمر فسحة والحمد لله وما دمت قادراً على الانتقال وبناء البيت، فهذا بفضل الله أمر رائع، فاستخر أولاً، واسأل الله أن يلهمك الصواب، ولا تتردد، فربما كان في هذا الأمر الخير الكثير، ولكن!! أوصيك أن عزمت على الانتقال أن يكون بعد الخطوات السابقة حتى لا يظهر انتقالك وكأنه فرقة لا لقاء بعدها!! ثم أوصيك بالوالدين مهما بدأ منهما من حيف وجور، من وجهة نظرك، فأحسن لهما وبرهما وادع لهما بالرحمة ولن تندم ستجد ذلك إنشاء الله راحة في نفسك وبركة في رزقك وصلاحاً في أبناءك وفقك الله وسدد على طريق الخير والحق خطاك.