المجيب د. عادل العبد القادر
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالأحساء.
التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات اجتماعية / العلاقات الأسرية/مشكلات أسرية
التاريخ 13-4-1424
السؤال
ما حكم قطع الرحم بسبب خلافات الأم مع الأقارب؟ فهي لا تريدني أن أذهب إليهم، ولا آخذ المال منهم، ولا أتودد إليهم، فهل أعصي الله في عدم طاعة أمي وأصل رحمي؟ أم أعصي الله في قطع رحمي وأطيع أمي؟ خاصة أن الإصلاح بين الطرفين ليس خيارا، فماذا أفعل؟
الجواب
الأخ الكريم ...
شكراً لثقتك واتصالك بنا في موقع "الإسلام اليوم"
أولاً: أسأل الله لك الإعانة والثبات وزيادة الحرص على ما ينفعك أبداً.
ثانياً: من المعلوم أن صلة الرحم واجبة وقطعها محرم، وطاعة الأم واجبة وعقوقها محرم، وعليه: فإنه ينبغي عليك أن تمتلك قلب أمك، وتكسب ودها، وذلك بحسن التعامل، وجميل الأخلاق وساميها، وأن تتوجه بصدق إلى الله تعالى بالضراعة والإلحاح في الدعاء بأن يصلح أحوال الجميع.
أخي الكريم.. لا بد من مفاتحة الأم في الإصلاح، ولكن بعدما تقدم فالصلح خير، فلا تقطع رحمك، ولا تنو القطع كلاً، ولكن "سددوا وقاربوا" رواه البخاري، ومسلم
(2816) من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-، فتأخر في زيارتهم مثلاً، وليكن قصدك الإصلاح، وليس قطع الرحم، وهناك فرق بين القطع ونيته، وبين التأخر بالزيارة، والتواني في الوصل بنية الإصلاح، فتنبه لهذا.
ثالثاً: السرائر يعلمها الله، فإن أخلصت وصدقت لن تعدم وسيلة للإصلاح فقلوب العباد بيده وسيصلهم ويقرب بين متباعديهم إن علم في ذلك خيراً.
رابعاً: أما إذا بذلت كل هذا وصدقت وأخلصت، ولم تتمكن من جمع المتباعدين وإصلاح بين متخالفين، فلا شك أن حاجة أمك لبرها، أولى من حاجة أقاربك في وصلهم، وقد يصلهم غيرك، ولا يوجد من يبر أمك سواك فقم ببرها، دون القطع أو نية القطع، ولك ألا تشعرها بالوصل إن أمكن فوصلتهم.
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه.