أحيانا العلاقة بين الزملاء تختلف عنها بين الإخوة فمثلا ما تشارك فيه زميلك من أسرار أو هموم قد لا تجد لها مجالا مع أخيك ولذلك هناك عاملان أساسيان خلقا مثل هذا الشعور عندك وهو وجود مشكلة بينك وبين أخيك وهذا غير صحيح. العامل الأول تركيب الشخصية والمفاهيم والاهتمامات عند أخيك تختلف عنك وبالطبع عن زملائك. الثاني فارق السن بينك وبينه وأنك الأصغر. فهذه الفوارق كفيلة بخلق حاجز أو غموض بينك وبينه وزادت هذا الفوارق بصفة الحساسية عندك كما وصفت نفسك. فمن سؤالك يبدو أن أخاك جاد في شخصيته محافظ على وقته ويحاول أن يعتمد على نفسه ونجح. أما كلمة متزمت لا أعرف ماذا تقصد بها وهل معناها مثلا انه شديد ودقيق في تعامله فهذا يؤكد سبب الفجوة بينك وبينه ولست أوافق بأن الجدية في الشخص أو فارق السن ينبغي أن تكون سببا في بعد الأخ عن أخيه فإذا كان الأب متوقع منه أن يصادق ابنه الراشد فمن باب أولى أن يفعل الأخ الأكبر الذي هو مهتم في تربية أخيه الأصغر، ولكن مفاهيم واهتمامات الشخص هي التي تحدد الطريق له لتحقيقها. وليس معنى هذا أنها تحدد حبه وكرهه للأشخاص وخاصة الأقرباء منهم ويؤكد هذا أخوك الذي تشتكي من موقفه نحوك وفي نفس الوقت تؤكد لنا أنه لم يقصر عليك وأنه في تصرفاته معك، والتي لم تعجبك، أنه يبحث عن مصلحتك.
والناس يختلفون في تعبيرهم في حبهم وكرههم للآخرين. فأنت مثلا ربطت حب أخيك لك أو عمق العلاقة معه في ابتساماته وانفتاحه بالكلام معك فقط ولكن قد يكون مفهوم أخيك يختلف في طريقة إظهار حبه وهي البحث عن مصلحتك وأن تعتمد على نفسك كما فعل هو ونجح.
وملخص ما أقول هو أن الأسلوب أو طريقة التعامل ليست دائما تعكس عمق العلاقة بين شخصين.
صحيح أن الغاية لا تبرر الوسيلة ولكن أحيانا حسن التعامل مع الآخرين مواهب وما كل يجيدها.
وفقك الله لما فيه الخير