أولاً: وقبل كل شيء، العمل الجاد من قبلك على تقوية صلتك بالله بالمحافظة على الصلاة في وقتها والعمل على تهيئة نفسك على ذلك بالمناخ المناسب عن طريق الرفقة الصالحة وكثرة الذكر والإكثار من عمل النوافل والتطوع وقراءة القرآن والكتب الدينية وسماع الأشرطة النافعة التي تذكر الإنسان بخالقه، وأعيد وأكرر على الالتزام بالرفقة الصالحة؛ فهي - بالتجربة - خير معين على تقوية الإيمان والارتباط بالله عز وجل.

ثانياً: لا شك انه قد تعترض العلاقة بين الآباء والأبناء بعض المناوشات والخلافات في كثير من البيوت، ولكن لم يكن أبداً الانتحار هو الحل الأمثل في علاج مثل هذه المشاكل. ووجود بعض الآباء أو الأمهات غير المتفهمين لمشاكل أبنائهم أو غير العابئين بها - وربما الازدراء والتحقير لهم - لا يعني بأي حال من الأحوال أن الأمل قد فقد، وأنه لا مجال للإصلاح أو إعادة الثقة المتبادلة بين الطرفين، لا بل يوجد أمل، ولكل مشكلة عشرات الحلول، ولكن يجب التحري والبحث عنها في مكامنها وستجدين عندئذ أنك كنت جدّ مخطئة حينما فكرت بالانتحار كحل سريع لمشكلتك. خالتك على سبيل المثال أرى أنها فرصة سانحة أمامك حيث ذكرت أنك ترتاحين معها، حاولي مفاتحتها بموضوع مشكلتك فربما تتقبل أمك منها أكثر منك بحكم الأخوة وقرب السن. اجعليها واسطتك مع والدتك بل حاولي إعادة بناء العلاقة شبه المعدومة مع والدتك من خلالها.

أمرٌ أخير قد يساعدك كثيراً في مدّ جسور الألفة والمحبة الطيبة مع والدتك من جديد هو معرفة نفسيتها بصورة جيدة، فأنت من أقرب الناس إليها وتعيشين معها في بيت واحد فأنت تعرفين ما تحبه هي وما تبغضه وما يرضيها وما يسخطها وغير ذلك كثير. فمعرفتك نفسية والدتك وطبيعتها السلوكية تساعدك كثيراً في امتلاك قلبها وعقلها معاً ومن ثم تكونين أنت المؤثرة فيها وأنت القريبة إليها أكثر من الأفراد الآخرين.

حاولي التزام الهدوء في مناقشاتك ومحاوراتك مع الكل وأمك من أولى الناس بذلك لا تكوني سريعة الغضب؛ فهو يعمي القلب والبصر عن رؤية الإيجابيات ومحاسن الأمور.

توكلي على الله في شأنك كله واعلمي أن كل كدرٍ وغم يصيب الإنسان إنما هو جزاء ما يصنعه من ذنوب. حفظك الله ورعاك.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015