كل هذه أوقات خالية من المزاحمة، فهلا حرصتِ عليها!
لا أخفيك أن فتى قد ختم حفظ كتاب الله في أيام الاختبارات الفصلية للفصل الثاني من المرحلة التوجيهية.. فهل هناك شغل أشد على الطلاب من أيام كهذه؟! لكن الحاجة والعزيمة تفتت الحيلة.
أخيراً: أنصحك بقراءة كتاب الأدب من فتح الباري لابن حجر - رحمه الله- شرح صحيح البخاري؛ ففيه مسائل عظيمة ولطيفة تتعلق ببر الوالدين، وأود أن أهمس في أذنك: إن بر الوالدين والقيام بحاجتهما عند احتياجهما للخدمة مقدم على النوافل وفروض الكفايات، وللوالدين أن يمنعا ولدهما من صيام التطوع أو الذهاب لمجالس الذكر إذا كان ذلك يعيق الولد عن القيام بحقهما، ويأثم الولد إن خالف؛ لما فيه من إلحاق المشقة بالوالدين.
ثم وجود غيرك لا يعفيك عن الامتثال إذا عُيِّنت لغرض صحيح - ككونك الأفضل خدمة-، ويكفيك من شرف وفضل طاعة والدتك، أن الوالد أوسط أبواب الجنة كما في الحديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- انظر جامع الترمذي (1900) ، وسنن ابن ماجة (2089) . فرب عمل يحتقره العبد - وللأسف- يكون هو سبيله لمرضاة ربه والفوز بجناته.
أكرر سروري بحرصك، وأسأل الله -تعالى- أن ينفع بك الأمة، ويجعلك من خير القدوات، بارك الله فيك، وحقق لك خيراً مما تتمنين.