المجيب سامي بن عبد العزيز الماجد
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات اجتماعية / العلاقات الزوجية/ المشكلات الزوجية/عدم الإنجاب
التاريخ 5/3/1425هـ
السؤال
هل يجوز لي أن أمنع زوجتي الثانية من الإنجاب حتى أؤدبها؟ مع العلم بأنني متزوج من ثلاثة أعوام، وأريد أن أؤدبها من طول اللسان، فهي مطيعة، وتنفذ أوامري، ولا تعصي لي أمراً، ولكنها إذا غضبت تفقد السيطرة على نفسها، وتتلفظ بألفاظ بذيئة، فهل يجوز أن أمنع الإنجاب حتى أرى إذا كنتُ سوف أستمر معها أم لا؟ علماً بأنها تتحرق شوقاً لإنجاب الأطفال. أفيدوني، فأنا محتار جدا ً، -وجزاكم الله خيراً-.
الجواب
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فلا يجوز العزل بأي صور من صوره إلا برضى الزوجة، وإذا أنت رغبت في تأخير الإنجاب فليس السبيل أن تفرض رغبتك عليها وتحرمها حق الأمومة بالإكراه، وخير من ذلك أن تقنعها بالحجة، وتحسِّن لها رأيك الذي تراه صواباً بذكر محاسنه وإيجابياته وبيان مساوئ العجلة في الإنجاب في حالتكم الخاصة، قل لها مثلاً: ألا تشعرين أن حياتنا غير مستقرة، وفيها كثير من المشكلات والخلافات؟ ألا ترين أن الإنجاب في هذا الظرف الراهن يعقد المسألة، ويضاعف المأساة، وأن الطلاق بعد الإنجاب -لو حصل - سيكون له ضرره البالغ على الأطفال؟
أخي الفاضل: هل ضاقت بك السبل في تهذيب أخلاق زوجك وإصلاح منطقها ومعاملتها، فلم تجد طريقاً لذلك إلا تعزيرها بحرمانها من الإنجاب حتى تتأدب؟! وهل سيؤدبها هذا فعلاً؟
أظن أن استطالة لسانها عليك بالكلام البذيء ناتج عما تراه منك من استفزاز وإغضاب وتعنيف في معاملتها، وتقصير في حقها.
المرأة -أخي الحبيب - عاطفية، يؤثر فيها من الكلام المعسول، والتعامل الرقيق، والحس المرهف، واللمسة الحانية ما لا يؤثر على الرجل.
فتلطّف معها في معاملتك ومخاطبتك، وأشعرها بحبك لها بالكلام الحسن، امتدح ما فيها من الأخلاق الحسنة والصفات الجميلة، اجعل لك يوماً في الأسبوع تتفرغ فيه للجلوس واللعب معها، هل جربت أن تضيِّفَها في أحد المطاعم التي يتهيئ فيها جو الرومانسية في خصوصية تامة، تُراعى فيها الحرمة والقيود الشرعية؟
ربما تستسخف هذه الأمور ولا تراها تؤثر شيئاً، وهذا صحيح لو أن المرأة مطبوعة على خلق الرجال وطباعهم، ولكنها جنس لطيف، ناعم، عاطفي، رومانسي، تؤثر فيه الكلمة واللمسة والإشارة والبسمة أكثر مما تؤثر في جنس الرجال.
هل فكّرت يوماً أن تفاجئها بهدية ثمينة؟ أو سفرٍ تستريحان فيه من رتابة الحياة المملّة، وتخلو لها من كل أشغالك وهمومك؟
هلاّ انتهزت لحظةَ رضاها عنك؛ لتبث إليها رجاءك منها: وهو أن تحترمك وألا تكلِّمك بالكلام البذيء الذي لا يليق بمثلها.
أرى أن تراجع نفسك ومعاملتك معها؛ فقد يكون السبب فيك أنت لا فيها هي. -وفقك الله لكل خير-، والسلام عليك.