الزوجة نفسها هل ستتزوج من جديد وتبدأ حياة أسرية جديدة؟ والسؤال الأهم هل سيتقدم لها وهي في مثل هذه الحالة من تظن هي أنه كفؤ لها؟ وهل ستحصل على السعادة التي لم تجدها في بيت زوجها الأول؟ وهل ستخلو حياتها الجديدة من المنغصات والمشاكل أم أنها ستطلب الطلاق مرة أخرى من ذلك الزوج أيضاً؟ أمور كثيرة جداً وأسئلة ملحة بشدة يجدر بالمرأة التفكير بها كثيراً قبل أن تتعجل وتطلب الانفصال من زوجها وبيتها وترك أبنائها.

أيها الأخوات الأمهات يجب أن تدركن جيداً وتعين الحقيقة أن الزوجة إذا أنجبت أولاداً فإن هذا يعني ذلك نقصاً في حرية اتخاذ القرارات المصيرية لديها.. هي ليست وحدها الآن فتقرر الاستمرار أو الانفصال، هناك أولاد يجب أن يكون لهم حق ونصيب من تفكيرها وعند اتخاذها مثل هذا القرار.. وأعود وأكرر أن هذا الكلام ليس موجهاً لأولئك النساء اللاتي يتعذبن حقيقة في بقائهن مع أزواج وحوش لا يعلمون شيئاً عن معاني الرحمة والرقة بل ديدنهم الضرب والهجر والفحش ونقص الدين داخل وخارج بيوتهم.

الأولاد ومستقبلهم يجب أن يكونوا نصب أعين والديهم قبل اتخاذ مثل هذه القرارات.. ونحن نعلم الكثير من الأزواج والزوجات لم يتم التوافق بينهم ولكنهم صبروا وضحوا لا لشيء إلا من أجل أولادهم فما كانت عاقبة ذلك إلا السعادة فيما بعد حينما كبر الأبناء وأصبحوا رجالاً ونساءً يافعين وصدق الله حين أوصى الأزواج والزوجات بالصبر فربما تأتي النتيجة الحسنة والنهاية السعيدة فيما بعد فقال عز وجل:" وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيراً كثيراً " [سورة النساء]

فالصبر.. الصبر أيها الأزواج والزوجات ولا تجعلوا العناد وحب الذات هو صاحب الكلمة الفصل في قضاياكم والطلاق أو الانفصال هو الفيصل أمامكم حتى وإن كان على حساب أولادكم وقرّ ة عيونكم.

ومن هنا قلنا أن نقول لك أيها الأخت الكريمة ولكل زوجة تمر بمثل حالتك انه يوجد أمامكن خيار ثالث بجانب الخيار الأول وهو الاستمرار في المعيشة على هذا النحو من النزاع والمشاكل المستمر والخيار الثاني وهو الانفصال والطلاق والذي نتفق جميعاً على وجوب البعد عن التفكير فيه أو حتى طرقه. هذا الخيار هو خيار الإصلاح والترميم في بنية الحياة الزوجية، ولا أظن أنه يعجزك وغيرك من الزوجات التفكير فيه أو حتى التفنن في تطبيق أساسياته فلا أشك أبدا أنك قرأت وسمعت مارست الكثير من هذه الأساسيات التي تقرب الزوج من زوجته وتذيب الجمود المتعمق بكل جذوره في بنيان العلاقة الزوجية. هذه الأساسيات من القواعد الزوجية كالتزين والتطيب والمعاشرة باللطف والكلمة الجميلة كلها وغيرها الكثير لن أعيد على مسامعك التوصية بها فهي وغيرها كما ذكرت أنا متأكد من انك حاولت الكثير منها إذ هي جميعها كما تلاحظين تدخل في إطار الأمر بالفعل والعمل والعلاقة الزوجية الناجحة قائمة في حقيقة الأمر على مبدأين اثنين هما مبدأ الفعل وهو ما ذكرته آنفاً وغيرها من الأمور الواجب على الزوجة فعلها من أجل بناء زواج ناجح والمبدأ الثاني هو مبدأ الترك بمعنى تجنب الأمور التي تخدش جدران الزوجية وتحفرها وتزيد التصدع فيها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015