لا تحبه، فهل يطلقها؟

المجيب سعد بن عبد الله الماجد

عضو هيئة التدريس بكلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.

التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات اجتماعية / العلاقات الزوجية/ المشكلات الزوجية/المشكلات العاطفية

التاريخ 18/08/1425هـ

السؤال

تزوجت منذ أكثر من شهر، ولم أر الزوجة- التي هي بنت عمي- قبل الزواج، ولم أكلمها, وبعد الدخول عليها بدأت الصدمات تظهر لي, فأخبرتني بأنها لا تحبني وأنها مُكْرهة على الزواج مني, وبأنها تزوجتني إرضاءً لوالديها, كما أنها تهينني ببعض الكلمات السيئة والبذيئة، ولم أسمع منها كلمة طيبة منذ تزوجنا، أصبحت محطماً ومهموماً, أرشدني بعض الإخوة إلى اللين معها ومعاملتها معاملة حسنة، والصبر عليها، وفعلا أعاملها معاملة حسنة، وسافرت معها ولكن كانت هذه السفرة أتعس رحلة في حياتي، ملخص برنامجنا اليومي (تصلي الفجر ثم تنام إلى الظهر, وآتي من العمل فلا تقدم لي كوب ماء, أتغدى مع الأهل ثم أدخل لأنام, وهي تجلس مع أخواتي إلى العصر, ثم أذهب إلى العمل وأعود في العشاء فأسهر مع الوالد, وهي مع أخواتي، ثم أنام على طرف السرير وهي على الطرف الآخر. خواطر:

1. لا أحد من أهلي أو أهلها يعلم بحالنا.

2. أنا متدين- إن شاء الله - وهي تحب الأغاني.

3. لاحظت كثرة حبها وذكرها لأحد الأحرف التي ترمز لبداية اسم شخص تحبه - تكتب الحرف على يديها، وعلى الأوراق.

4. عمرها 18 سنة، وعمري 24 سنة.

5. هل أطلقها؟

ساعدوني؛ فحياتي أصبحت جحيماً لا يطاق.

الجواب

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

الزواج نعمة عظيمة منَّ الله بها على العباد حيث قال: "ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون" [سورة الروم: 21] .

فيجتمع الرجل والمرأة في مكان واحد بميثاق الزواج وعنوان الاتفاق، فكل منهما يقدم للآخر ما يستطيع، وتسود بينهما المحبة والرحمة.

وعندما يترفع أحدهما عن الآخر، وينساق وراء رغبات نفسية بعيدة عن رابط الزوجية تحدث الاختلافات التي تنذر بفساد الحياة الزوجية.

وسبب المشكل واضح هنا، وهو عدم رغبة ابنة عمك فيك، كما أن مشكلة بعض الآباء في أخذهم ببعض العادات التي لا تمت للإسلام بصلة، وهي (الحجر) ، فبنت العم لابن العم، والذي جر وراءه مشكلات طويلة ومآس عظيمة.

أيضاً هناك من الآباء من يصادر آراء بناته، فلا يريهم إلا ما يراه، ولا يهديهم إلا إلى سبيل الذي يراه؛ فلا يأخذ رأي بنته في الزواج، وهذا مخالف لحديث الرسول -صلى الله عليه وسلم-: "الايم أحق بنفسها من وليها والبكر تستأذن في نفسها وإذنها صماتها" أخرجه مسلم (1421) من حديث ابن عباس - رضي الله عنهما - وأصله في البخاري (6971) من حديث عائشة - رضي الله عنها - دون ذكر الايم "،وأنت أيها -الأخ الكريم- أوصيك بأمور منها:

1-حاول النصح والوعظ، وبيان حقك الشرعي من الطاعة والاحترام والتقدير، فإن لم يجد ذلك فاهجرها في الفراش.

2-إن لم يحدث تحسن أخبر والدها مباشرة، أعني لا يكون في الهاتف والعم بمقام الأب.

3-فإن لم يحدث تحسن فعليك بطلاقها، وهذا آخر العلاج.

سددك الله لكل خير، ووفقك لصالح العمل.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015