المجيب أحمد بن علي المقبل
مرشد طلابي بوزارة التربية والتعليم
التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات اجتماعية / العلاقات الزوجية/ المشكلات الزوجية/المشكلات العاطفية
التاريخ 14-12-1423
السؤال
أنا شاب متزوج منذ بضعة أشهر وعلاقتي بزوجتي طيبة ولله الحمد، ولكن هناك مشاكل لا تخلو منها الحياة الزوجية، غير أن زوجتي تتعامل مع هذه المشاكل بحساسية زائدة، ولو حصل خلاف ومشادة في الكلام ضاق صدرها وحزنت بل إنها مرضت مرة بسبب خلاف عادي، وتقول لي إن قلبها يؤلمها ويرتفع ضغطها، وأنا أريد حلاً أفيدوني جزاكم الله عني خيراً.
الجواب
أخي الكريم ...
أشكر لك ثقتك وأسأل الله تعالى لنا ولك التوفيق والسداد والرشاد وأن يرينا وإياك الحق حقاً ويرزقنا اتباعه والباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه وألا يجعله ملتبساً علينا فنضل.
أما عن استشارتك فتعليقي عليها ما يلي:-
أولاً:- الحياة الزوجية - أخي الكريم - لا تخلو من تباين في وجهات النظر أحياناً أو الخلاف حول هذا الأمر أو ذاك ... وربما تجاوز الأمر إلى نوع من المشادة التي يليها عتب ظاهر أو غضب خفي.. وربما غضب ظاهر ... !! ثم تعود المياه إلى مجاريها وتسير الحياة بشكلها المعتاد ... وهكذا دواليك!!
ثانياً:- يجب أن يدرك الزوجان أنهما يحملان نظامين للحياة ورؤيتين مختلفتين لها بشكل أو بآخر..!! ولا يلزم أن يتطابقا في كل شيء.. فهذا مما لا يحدث إلا في القليل النادر جداً..!! فنشأتهما وتربيتهما وثقافتهما وربما قيمهما ومبادئهما وبرامجهما العقلية العليا.. تختلف بشكل أو بآخر.. وهذا مما يجعل فهمهما للأحداث وتفسيرهما لها.. وانسجامهما معها.. لا يتفق بالضرورة..!!! وليسا مطالبين بأن ينصهرا مع بعضهما ويذوبا الفوارق إلى هذا الحد!! لأنه لن يتسن لهما ذلك بشكل كامل.. إلا مع مرور السنوات وتجاوز الكثير من العقبات!!
ثالثاً:- من المهم جداً أن يدرك الزوجان تلك الحقيقة.. ويدركا معها أنهما بصدد بناء شراكة خاصة جداً وبناء أسرة كريمة.. وأنهما مطالبان بتقدير تلك الفوارق الموجودة بينهما وتضييق مساحة التباين إلى حدها الأدنى بإحسان الظن وتقديم العذر وسعة الصدر ... والمحاولة الجادة لكليهما بتفهم الآخر وتقديره.. وإبعاد كل ما يثير كوامن الخلاف والاختلاف.. وعدم إتاحة الفرصة للشيطان ليحقق مآربه بهدم أسرة مسلمة والتفريق بين زوجين فذاك غاية مناه..!!
رابعاً:- أما حساسية زوجتك تجاه هذه الأمور.. فيجب عليك تبصيرها بهذا الأمر ... وأن جميع الأسر لا تخلو من مثل ذلك..!! وأن تحاول أن تفهم طبيعتها.. وتساير هذا الجانب بشكل أو بآخر ... مع اختيار الوقت والمكان المناسبين للتنبيه على الملاحظات وبشكل خاص.. وبعيد عن الآخرين مهما كانوا.. صوناً لخصوصية ما بينكما وحفظاً لماء الوجه كما يقال!! والاتفاق على أن المرء يتعلم من أخطاءه وملاحظات أحبائه وأصدقائه..!! وأن العتاب دليل المحبة!! ـ أما الصمت على الملاحظات وعدم البوح بها أو استيضاح ما خفي منها فهو بداية غير مشجعة لاستمرار الحياة الزوجية!!!
وفقكما الله وأصلح ما بينكما وجمعكم على الخير والحق والهدى والتوفيق ورزقكما الذرية الصالحة إنه تعالى ولي ذلك والقادر عليه،،،.