فمن الخطأ المبين، بل ومن الأثرة أن ينزو الرجل على امرأته متى اشتهى بلا مداعبات ولا ممهدات من تهيئة جو الرومانسية المرغِّب، كما ينزو الفحل على بهيمته، حتى إذا قضى منها وطره ولّى مدبراً ولم يعقب!.
ولنكن أكثر صراحة ووضوحاً: فنحن أحياناً نشكو من أزواجنا بعض الأمور، ولو أنصفنا أنفسنا من أنفسنا وأنصفنا منها أزواجنا لوجدنا أن هذا الذي نشكوه منهن إنما هو نتيجة مباشرة لتقصير وخلل يشكونه منا أزواجنا.
وما يدريك -أخي- أن هذا الذي تشكوه أنت من زوجك يقابله خلل وتقصير تشكوه منك زوجك؟ فحتى تأخذ لا بد أن تعطي، وحتى تستمتع لا بد أن تُمتِّع.
فتفقَّد طريقتك في هذا الأمر الذي لا تجد لزوجك فيه رغبة، وتزيّن لها كما تحب أن تتزين هي لك، ولا تجعل قضاء وطرك واستمتاعك بزوجك مثل قضاء حاجتك -أعزك الله-، فإذا بذلت جهدك في ذلك وعجزت فلا مانع من أن تلجأ أنت وزوجتك إلى طبيبة تناسلية أو طبيبة نفسية ربما تكشفه ما لا تكشفه أنت.
أسأل الله أن يسددك ويهديك، وهو الهادي إلى سواء السبيل.
والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.