المجيب د. شيخة بنت المفرج المفرج
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات اجتماعية / العلاقات الزوجية/ المشكلات الزوجية/سوء العشرة
التاريخ 27/3/1425هـ
السؤال
أنا سيدة متزوجة من عشر سنوات وعندي ولدين، أعاني من سوء معاملة زوجي لي، وتكرر ضربه وإيذائه لي بالقول كثيراً، مما أسفر عن كرهي الشديد له حتى أني أصبحت لا أطيق وجوده داخل البيت، أو حتى رؤيته، أو أن يقترب مني، وهو لا يريد طلاقي خوفا على الأولاد وليس تمسكاً بي. فماذا أفعل؟.
الجواب
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
أختي الفاضلة أم محمد: - حفظها الله- سلام الله عليك ورحمته وبركاته، وبعد:
فأرجو أن تكوني ممن أحبهم الله فابتلاهم في دنياهم، كما أرجو أن تكوني ممن إذا ابتلي صبر.
عزيزتي: كلنا نرى في هذه الدنيا أننا مظلومون، وأن الطرف الآخر هو الظالم، ولكن لو وقفنا مع أنفسنا وقفة عدل وإنصاف لتبين لنا الحق، فاسألي نفسك لم يعاملك زوجك بهذه المعاملة التي تصل إلى حد الضرب، وبصورة أدق أسألك كيف تعاملك معه؟ هل أنت إنسانة تصرين على رأيك؟، هل أنتِ إنسانة عصبية؟ ولقد قال الله للصحابة - رضي الله عنهم- عندما هُزموا في معركة أُحد: "قل هو من عند أنفسكم" [آل عمران: 165] ، وقال سبحانه مخاطباً البشرية: "وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير" [الشورى: 30] .
عزيزتي: أقترح لك لإنهاء هذا الإشكال ما يلي:
1- الاستغفار: أكثري منه، واعلمي أن من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجاً، ومن كل ضيق مخرجاً، استغفري بالليل والنهار، أثناء عملك وأثناء خروجك، وفي كل وقت؛ فقد أثر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أنه يستغفر في اليوم والليلة مائة مرة فيما روه مسلم (2702) من حديث الأغر المزني - رضي الله عنه -.
2- الدعاء: الجئي إلى الله بالدعاء وأنت مؤمنة بأن الله لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، وأنه سبحانه القادر على تحويل حالك؛ قال تعالى: "أمن يجيب المضطرَّ إذا دعاه ويكشف السوء" [النمل:62] .
3- اعلمي أن طلب الكمال محال، فكما أن المرأة فيها نقص ينبغي للزوج تحمله، فكذلك في الزوج نقص ينبغي للزوجة تحمله، فيكمل كل منهما الآخر.
4- استعيذي بالله من الشيطان الرجيم؛ فإنه هو الذي يعظم عليك المشكلة ويكبرها في نظرك؛ لأن من أهم ما سعى إليه - أعاذ الله منه- التفريق بين المرء وزوجه.
5- اسمحي لي أن أقول لك أن هذا الزوج فيه ميزة عظيمة، ولم تلتفتي لها، وقَلَّ من الرجال من يتحلى بها، وهي حرصه على أولاده ألا يضيعوا إذا فقدوا أحد والديهم، مع أن كثيراً من الأزواج إذا كره الزوجة طلقها ولم يفكر بالأولاد....
وأخيراً أنصحك بما يلي:
(1) اعلمي أن من أسباب دخول الجنة طاعة الزوج ورضاه، فقد قال - صلى الله عليه وسلم -: "أيما امرأة ماتت وزوجها عنها راضٍ دخلت الجنة" رواه الترمذي (1161) وابن ماجة (1854) من حديث أم سلمة - رضي الله عنها -، وقال عليه السلام: "انظري أين أنت منه فإنه جنتك ونارك" رواه أحمد (26806) من حديث الحصين بن محصن - رضي الله عنه -.