فيما يتعلق بغيابك عن البيت لظروف العمل، فهذا أمر ليس بيدك، بل هو من مصلحتها هي أيضاً، حيث بدون العمل لن تكون قادراً على توفير شي من متطلباتها.
كن حليماً وحكيماً في تعاملك مع زوجتك، وبين لها أن الظروف التي تمرّ بها، والدين الذي عليك لن يستمر طويلاً، وأن غيرك قد مرّ بأصعب مما تمرّ به، ولكن لا يكون حديثك معها بأسلوب يشعرها بضعفك، أو أنك تستجديها أن تصدقك، تحدث بأسلوب الواثق المطمئن، لأن الله -تعالى- لم يوجب عليك لها إلاً أن تسكنها من حيث سكنت، وتكسوها إذا اكتسيت، وتطعمها مما تأكل "لينفق ذو سعة من سعته ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله. لا يكلف الله نفساً إلاّ ما آتاها سيجعل الله بعد عسر يسرا" [الطلاق: 7] ..بالنسبة لأهلك فقد ذكرت أن إخوتك ميسوري الحال، فهم أولى بالإنفاق على أهلك، وأنت تقدم لهم ما تستطيع بعد سداد دينك والإنفاق على أسرتك.
حاول أن تكون متوازناً فيما تعمله، واعلم أن الصدقة والإنفاق في سبيل الخير ومساعدة المحتاج من المسلمين هي باب من أبواب الخير يكفي فيه صدق النية وإخلاص العمل وبذل المستطاع، فلو شاء الله تعالى لأغناهم عن هذا ولكن ليبلوا بعضنا ببعض.
النصيحة الهامة لمثلك هي (احذر من الاستدانة لتلبية طلبات الزوجة ومجاراة الآخرين) فإنها لن ترحمك إذا تكالبت عليك الديون.
قدم لها ما تستطيع مع الكلمة الطيبة، والعشرة الحسنة، وعدها خيراً إذا تحسنت الظروف، ولكن كن واثقاً وأشعرها أنك راض بما أعطاك الله، ولست مهتماً بالفرق بينك وبين الآخرين. وفقك الله وأعانك.