رابعاً: أما قولك بأنه لا ينزهك ولا يهتم بك ... إلخ، ما هي حدود النزهة التي تريدين؟ هل تريدين أن تكوني خارجة ولاجة؟ أيمنعك من الذهاب إلى أهلك؟ ألم يذهب معك للأسواق وغيرها لشراء ما تحتاجين إليه؟ ألم يأخذك أحياناً لقضاء عمرة، أو لزيارة قريب؟ ألم يصحبك يوماً في الأسبوع مثلاً على قدر استطاعته وظروف عمله إلى بعض الاستراحات مع الأهل والأقارب؟

هل ظروف زوجك متاحة دائماً وأبداً لكي يخرج بك إلى كل مكان تهواه نفسك؟ أليس عنده أعمال ومشاغل ومصالح؟ أليس هو الذي يسعى ويكد ليوفر لك عيشة كريمة؟ أليس هو الذي إذا أصابك مكروه تكدر لذلك وبذل ما في وسعه لإزالة هذا الشر عنك؟ أليس ... أليس.

خامساً: أما قولك إنه يشتمك من خلفك من الذي أخبرك بذلك؟ أصادق هو أم كاذب؟ إن الذي أخبرك بذلك يريد أن يهدم بيتك وينغص عليك عيشك فانتبهي لا تهدمي بيتك بنفسك.

سادساً: أما قولك بأنه لا يحبك ويسخر منك، من قال لك بأنه لا يحبك، فإذا كان لا يحبك فلماذا أقدم على الزواج منك بداية؟ هل كان مضطراً لذلك؟ هل هناك أحد أجبره لكي يقترن بك بقية حياته - إن شاء الله - هل تزوجك طمعاً في مالك؟ هل.... هل.

أنا أقول لك أختي الطيبة زوجك يحبك، وإلا ما أقدم على الزواج منك، إلا أن يكون رأى منك قبل الزواج ما جعله يحبك ويقترن بك، ثم بعد الزواج فوجئ بما لم يألفه منك قبل الزواج فتغير عليك، وهذا الأمر أنت التي تعرفينه دون غيرك، أو ما الذي جعله لا يحبك؟

وأما كونه يسخر منك، فقد نهى ربنا جل جلاله على أن يسخر المسلم من أخيه المسلم، فقال عز من قائل سبحانه "يا أيها الذين أمنوا لا يسخر قوم من قوم" [الحجرات:11] ، وإذا كان قولك هذا صحيحاً فمالدافع الذي يحمله عليه؟ لابد، وأن يكون هناك سبباً يدفعه لذلك.

وفي الختام أود أن أقول لك عليك بالتودد إلى زوجك بقدر ما تستطيعين، وعليك كذلك التقرب إلى أم زوجك وكسب قلبها وحبها وعطفها، بإظهارك احترامها، ومشورتها في بعض أمورك، واجعليها تشعر بأنك طوع أمرها، وأنك ما تفعلين شيئاً إلا بإذنها ومشورتها، وعليك إحضار بعض الهدايا لها، إلى غير ذلك من الأمور التي تقلل من الفجوة التي حدثت بينكما، وتأكدي - إن شاء الله - بأنك إذا أرضيت أم زوجك سيرضى عنك زوجك وكل من حولك بإذن الله وقوته، وعليك بالإكثار من الدعاء والتضرع إلى الله بأن يؤلف بينك وبين زوجك، واعلمي أختي السائلة أن حق الزوج على زوجته عظيم، أسأل الله أن يفرج همك وهم كل مسلم ومسلمة آمين.

همسة في أذن الزوج:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015