المجيب د. رياض بن محمد المسيميري
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات اجتماعية / العلاقات الزوجية/ المشكلات الزوجية/سوء العشرة
التاريخ 24/8/1424هـ
السؤال
أنا متزوجة منذ سنتين تقريباً ولم أرزق بأطفال حتى الآن، والحمد لله أن زوجي لم يتضايق من هذا الأمر، بل يشجعني ويفهمني أن الرزق بيد الله، ولكن فيه عدة أمور تضايقني وتجعلني أبكي بحرقة في بعض الأحيان؛ وهي أنه كثير الخروج من المنزل ويقضي مع أهله الساعات فهو يأتي من عمله متأخراً ثم يتناول وجبة غدائه وينام ولا يقوم إلا قبيل المغرب، ثم يصلي المغرب ويجلس على الإنترنت إلى أذان العشاء، ثم يصلي ويذهب إلى أهله، ولا يعود إلا متأخراً ويحدثني قليلاً ثم ينام، وأنا أقضي معظم وقتي لوحدي، لدرجة أني عندما أتذكر أيامي وأنا مع أهلي أبكي وأتندم أني تزوجت وصرت أكره أهله وأغار منهم، لكن لم أوضح له ذلك، فما نصيحتكم لمثل هذا الزوج؟ وما هو الحل الذي أعمله لأني صرت أخاف كثيراً بسبب الوحدة
الجواب
الحمد لله، وبعد: أختنا السائلة، وفقها الله، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
لقد قرأت رسالتك بعناية فلم أجد كبير مشكلة لديك ولم أر ما يستدعي مللك من هذه الحياة وتمنيك عود الزمان إلى آخر ما ذكرت.
فزوجك بحمد الله مؤمن بالقضاء والقدر، وعالم بأن الأرزاق بيد الله، فضلاً عن كونه ساعياً في الاسترزاق وإعفاف نفسه وأهله بالعمل، كما أنه مؤد للصلوات، بار بوالديه، قائم بصلتهم.
وهي كما ترين صفات حميدة، ومناقب حسنة لو تاملتها بهدوء وإنصاف.
نعم، لديه تقصير تجاهك بكثرة الغياب عنك، وقلة مجالستك، لكن هذا أمر يسهل علاجه بلطيف العبارة، وجميل المناصحة.
عليك أن تثني على خصاله الجيدة، وتجعلين ذلك مقدمة بين يدي مفاتحته بحقوقك المشروعة، ومن حسن العشرة ودوام الصحبة.
وقد تجدين - وفقك الله - في بداية الأمر شيئاً من اللامبالاة أو عدم أخذ الأمر بالجدية الكافية من قبل زوجك لأي سبب كان ... بيد أن هذا لا ينبغي أن يدفعك إلى اليأس أو القنوط من حصد النتائج الجيدة التي ربما تتأخر بعض الوقت.
لا أنصحك بكراهة أهله أو الندم على الزواج، إذ من حق أهله أن يزورهم ابنهم ويرد بعض جميلهم عليه، وما المانع أن ترافقيه عند زيارته لأهله مرة، ولأهلك أخرى فلا تشعرين بالوحدة وتجعلين الفرصة متاحة لنشأة العلاقة الجيدة بينك وبين أهله بإذن الله.
جربي هذه الحلول بصبر وروية، وستجدين أحوالك تتغير إلى الأحسن - بحول الله - تدريجياً، سيما إذا صحابها إلحاح في الدعاء، وحسن ظن بالله الكريم، وفقك المولى لما يحب ويرضى.