وقد جرى العرف والعادة عند جميع الناس في البلاد الغربية استقلال الزوجين عن أهلهما حال الزواج وهي عادة منتشرة حتى عند المسلمين والعرب المقيمين هناك ولذا فإنني أرى في حالتك نوعاً من الغرابة بعض الشيء..

أمر آخر يمكنك عمله وهو أن تحادثي وتخابري أحداً من قرابتك هناك إن كان يوجد أحدٌ أو من زملاء وأصدقاء ومعارف زوجك ويرتاح هو له، حاولي أن تحدثيه في هذه القضية وأن يتكلم فيها معه عسى أن يستمع إليه..

الأمر الثالث: تذكري أن ما تلاقينه من أهل زوجك من معاملة سيئة لا يتطلب منك الرد بالمثل بل بالعكس حاولي كسب مودتهم باللين والخلق الحسن.. أحسني إليهم كلما أساءوا إليك.. حسّني من خلقك معهم..تعاملي معهم بالكلمة الطيبة حتى وإن لم تجدي منهم مقابلاً جميلاً ومعاملة حسنة لأنك في النهاية سوف تكسبين ودّهم حتى وإن عادوك في البداية، الخلق الحسن يأسر القلوب ويلين العواطف..

الأمر الرابع: كوني مع الله في جميع أحوالك.. الجئي إليه ... ألحّي عليه بالدعاء بكشف ما أنت عليه.. تذكري أن الله سيأجرك ويثيبك فيما ابتليت به في هذه الغربة.. كيف لا وقد وعد الله إذ قال (سيجعل لله بعد عسرٍ يسراً..) الآية.

هذه الأمور أذكرها لك وقناعتي أن ما تعانين منه ليس مسألة ذهابك للدراسة من عدمها فهذه ليست قضية شائكة بل هو أمر أظن أنه بدأ يستفحل في حياتك الزوجية ويمكن أن يهزها إن لم يدمرها ألا وهو العلاقة بينك وبين أهل زوجك.. ولذلك فقضية الدراسة إنما هي وجه من أوجه الخلاف المستفحل معهم تشكلت وتبلورت وبرزت إلى السطح كثمرة، ونتاج لخللٍ غرس جذوره مع قدومك وعيشك مع أهل زوجك..

أعانك الله في غربتك.. ولا تتردّدي بالاتصال بنا إن احتجت إلى ذلك.. والله المولى يرعاك

والسلام عليكم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015