زوجي مبتلى بعلاقات محرمة

المجيب عبد الله بن عبد العزيز الدريس

مدير إدارة التوعية والتوجيه بجهاز الإرشاد بالحرس الوطني

التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات اجتماعية / العلاقات الزوجية/ المشكلات الزوجية/الخيانة

التاريخ 9/2/1425هـ

السؤال

أنا متزوجة منذ عام ونصف، لديَّ طفل عمره أقل من سنة، مشكلتي أنني اكتشفت أن زوجي له علاقات محرمة منذ الأيام الأولى لزواجنا، وهي علاقات قديمة ومتينة،

بعضهن متزوجات وأمهات لأطفال، إحداهن أولادها في مثل عمري، لكنهن لا يخفن الله، زوجي مبتلى بعلاقات محرمة، وقد تأكدت من هذا الأمر مليون في المائة، قرأت رسائل هاتفه المحمول، وتصنت على مكالماته، تأكدت من كل شيء، صارحته لكنه ينكر دائماً، ويغضب، ويقلب الموضوع علي، ويصبح أكثر حذراً في كل مرة، أحيانا أنهار فأصرخ في وجهه، وأطلب الطلاق، لكنني أعود عن قراري؛ لأنني أحبه، وأتمنى له الهداية،-أيضاً- لا أريد أن أشتت ابني الصغير، حاولت الإبلاغ عن أولئك النسوة، لكنني أخشى المشاكل، وأخشى أن يعاقبني الله، صبرت كثيراً. هل بإمكانكم مساعدتي؟.

الجواب

أسأل الله أن يفرج همك، ويكشف كربك، ويلهمك الصواب، ويفتح على قلب زوجك، ويرده إليك رداً جميلاً.

حقيقة ألمح من خلال كلماتك أنكِ تملكين عقلاً راجحاً، ونظراً في عواقب الأمور؛ وهذا سوف يسهل عليَّ الإجابة كثيراً.

أختي الكريمة: لو استشرتيني من البداية لقلت لك من الأفضل ألا تخبري زوجك مباشرة بأنك على علم بعلاقاته المحرمة، فلهذا فائدة كبيرة في حل مشكلتك؛ ذلك أن من أكبر ما يعين الإنسان على الاستقامة حرصه على سمعته ومكانته عند الآخرين، وخوف الفضيحة، فإذا فقدنا هذا العنصر فقدنا ورقة رابحة في الحل، إذ أن الأمور تقوى لديه، فما دام الأمر قد انكشف فلم يعد لديه ما يخشى عليه.

أقول لك ذلك؛ حتى تستفيدي منه في المستقبل، ولتعلمي أن المواجهة هي أسهل الحلول، ولكن ليس بالضرورة أن تكون هي أنجحها.

أما وقد صارحته بذلك فلا بد من تغيير استراتيجية الحل لتناسب المقام، من الواضح أن علاقاته قوية ومتينة بأولئك النسوة - كما أشرت إلى ذلك- كما أن من الواضح أيضاً أن زوجك بلغ درجة متقدمة من الانحراف.

فنشوة الزواج - فرحته- لم تمنعه من مواصلة العلاقة بهن، فقد اكتشفتِ كما قلتِ أيام زواجكما، كونه على علاقة مع نساء متزوجات ولهن أبناء، وهذه العلاقة يأباها حتى الكفار الذين يتمتعون بقدر كبير من حرية العلاقات في بلادهم، وفي المقابل يظهر لي أن لك مكانة في قلبه، فرغم اكتشافه له إلا أنه ينكر العلاقة، ولو كان الأمر غير ذلك لما أقام لك وزناً، وكل هذه المؤشرات تعطينا أطراف الحل الحكيم -بإذن الله تعالى-، ولكن لا بد أن تعلمي أن علاج مثل حالة زوجك صعب، يحتاج إلى قدر كبيرة من الصبر، والحكمة، والحزم، فقد قطع في انحرافه مشواراً طويلاً من الصعوبة الرجوع عنه، ولذلك أنصحك بما يلي:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015