المجيب عبد الله بن عبد العزيز الدريس
مدير إدارة التوعية والتوجيه بجهاز الإرشاد بالحرس الوطني
التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات اجتماعية / العلاقات الزوجية/ المشكلات الزوجية/الخيانة
التاريخ 2-3-1424
السؤال
أريد أن أعطي زوجي درساً لا ينساه دون أن أخسره، وأريده أن يتوب ويقلع عن خيانتي التي عندما اكتشفتها وأنا مريضة، لم أصارح زوجي بشيء، ولكن هو يشعر بشكي فيه ولأنه مقاطعني ويدعي علي لأني أعامله بجفوة لدرجة أنه طردني من الغرفة.
هو يخونني مع امرأة متزوجة عندما أذهب إلى عملي تتصل عليه لتوقظه في الصباح وعندما أتصل أجد الخط مشغولاً أنا الآن أعرف رقم بيتها وأفكر أن أهددها بأن أخبر زوجها أو أن أفضحها.
أريد المساعدة في أسرع وقت
الجواب
شكراً لثقتك واتصالك بنا في موقع " الإسلام اليوم"
أسأل الله أن يمن عليك بالشفاء، وأن يكتب لك الأجر، ويوفق بين قلبك وقلب زوجك على طاعته.
مرض الشكوك مرض خطير، ومقيت إذا دخل الحياة الزوجية قوض أركانها وهدم بنيانها وتركها خراباً ينعق فوقها البوم!!
ولأجل خطورته جاءت نصوص كثيرة في كتاب الله تعالى وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- بالتحذير منه وبيان خطورته.
منها قوله تعالى:"يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم" [الحجرات:12] ، ولأن الظن السيئ والشك يستميل قلب صاحبه فيدفعه إلى التحقق من ذلك جاء بعد هذا المقطع من الآية مباشرة النهي عن التجسس بقوله تعالى:"ولا تجسسوا".
وهكذا يغلق الإسلام باباً عظيماً من أبواب إبليس على الأسرة، بأن لا يلتفت الزوجان إلى الشكوك ولا يدعاها تهدم بيتها السعيد.
قدمت بهذه المقدمة -أختي الكريمة- لأني لمست أن الكثير من الشكاوى المشابهة لشكواك ليست لها حقائق ثابتة، بل تؤججها الغيرة أحياناً والرغبة في الانتقام بسبب سوء المعاملة أحياناً أخرى.
لذلك أريدك -أيتها الأخت الفاضلة- أن تتجردي من كل المؤثرات وتنظري إلى هذه القضية نظرة عدل وإنصاف.
هل لديك دليل قاطع لا يتطرق إليه شك بأن زوجك يخونك فرأيت بعينيك أو سمعت بأذنيك ما يثبت علاقته بتلك المرأة؟؟
أم أنها مجرد شكوك لا دليل قاطع عليها؟!
إن كانت مجرد شكوك فالحل ما ذكره الله عز وجل باجتناب الظن السيئ.
وأما إن كانت حقائق فأنصحك بما يلي:
1- أن تصارحي زوجك بهذا الأمر وتذكريه بخطورته وعقوبة الله تعالى العاجلة والآجلة، وليكن ذلك بأسلوب رقيق مشفق يشعره بخوفك عليه ورأفتك به. هذا حل ...
لكن أحياناً قد تدفع المصارحة الزوج للمكابرة وربما تمادى إلى الإضرار بك أو طلاقك وهنا قد لا يكون من المناسب مصارحته، وأنت أدرى بنفسية زوجك.
2- إذا تأكدت من شخصية تلك المرأة فكلميها وذكريها بالله تعالى وأخبريها بأنها تهدم بيتاً مسلماً، ومن فعل ذلك كان حرياً بعقوبة الله تعالى، وهدديها بإخبار زوجها إن هي استمرت على ذلك، ولكن -كما قلت- وبعد أن تتحققي من شخصيتها تماماً.
3- لا بد أن يدفعك هذا الأمر إلى أن تقفي مع نفسك وقفة مصارحة وتتساءلي ما الذي جعل زوجك يخونك؟!