فإذا امتنعت الزوجة عن تلبية رغبة زوجها إذا دعاها إلى فراشه أصابها الوعيد الذي جاء في الحديث، أما إذا كان امتناعها عن تلبية رغبة زوجها من باب العقاب والزجر له على ما يرتكبه من خيانة زوجية وممارسة الزنا، والفجور مع النساء البغايا، ففي هذه الحالة يكون امتناعها عقاباً لا نشوزاً، ولا يُعد هجراً لفراش زوجها، وعليه فإن الوعيد الذي جاء في الحديث المتقدم عمن تمتنع عن تلبية رغبة زوجها إذا دعاها للفراش لا ينطبق عليها والحالة هذه والله أعلم.

فالزوجة في هذه الحالة غير آثمة -إن شاء الله -، إن أرادت بامتناعها عن زوجها زجره عما هو عليه من الفساد والفجور والخنا.

وعلى هذه الزوجة إذا تأكدت من خيانة زوجها لها، وأنه يمارس هذه الجريمة القبيحة عليها الآتي:

(1) عليها أن توضح لزوجها شناعة هذا الجرم، وبشاعة هذه الفعلة القبيحة، وذلك عن طريق بعض الأشرطة الإسلامية والكتب الدعوية التي تتناول مثل هذه الأمور.

(2) عليها أن تصارح زوجها بهذا الأمر إن لم يكن وراء ذلك ضرر يقع عليها.

(3) عليها أن تخبر أحد محارمها العقلاء، أو أحداً من أهل زوجها كأبيه أو أخيه أو من يقوم مقامهما حتى يتدخل، وينهي هذه المشكلة على خير.

(4) يمكن للزوجة إذا لم تستطع مواجهة زوجها بهذا الأمر أن تكتب له رسالة توضح له بشاعة هذا الأمر، وأن عواقبه وخيمة في الدنيا والآخرة، فعن سمرة بن جندب - رضي الله عنه- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: "رأيت الليلة رجلين أتياني فأخرجاني الأرض المقدسة فذكر الحديث إلى أن قال: فانطلقنا على مثل التنور، فإذا فيه لغط وأصوات، قال: فاطلعنا فيه فإذا فيه رجال ونساء عراة، وإذا هم يأتيهم لهب من أسفل منهم، فإذا أتاهم ذلك اللهب ضوضوا" وفي آخر الحديث: "وأما الرجال والنساء العراة الذين هم في مثل بناء التنور فإنهم الزناة والزواني" أخرجه البخاري (1386) .

وعن أبي أمامة - رضي الله عنه- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: "بينا أنا نائم أتاني رجلان فأخذا بضبعي، فأتيا بي جبلاً وعراً، الحديث وفيه: "ثم انطلق بي، فإذا أنا بقوم أشد شيء انتفاخاً، وأنتنه ريحاً، كأن ريحهم المراحيض، قلت: من هؤلاء؟ قال: هؤلاء الزانون والزواني" الحديث. أخرجه ابن خزيمة في صحيحه (1986) وابن حبان في صحيحه (7491) وصححه الألباني في صحيح الترغيب (2/611-612) (2393) . والآيات والأحاديث في بيان عاقبة الزنا والزناة كثيرة جداً.

(5) لا يمنع أن هذه الزوجة تهدد زوجها بالانفصال عنه وطلب الطلاق؛ لأنها لا تحب أن تعيش مع رجل خائن، وربما يصاب بأمراض جنسية كالإيدز نتيجة هذه الممارسات الآثمة، فيجر على زوجته الويلات.

(6) على هذه الزوجة أن تلجأ إلى الله بالدعاء أن يفرج عنها هذه الغمة، وأن يهدي زوجها إلى طريق الحق والتوبة إلى الله. هذا والله أعلم.

وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015