وعدها بأن أول ما سوف تعمله معها أن تجدد لها غرفة النوم، وأنك تنوي شراء هدية مناسبة لها.
قد تقول: إني كلمتها، لكن رجائي أن تعيد النظر في كلماتي، وتعيد الحديث مع زوجتك على ضوئها. إنك بذلك تجمع لها بين أطراف الأمان؛ الحاضر والمستقبلي، فلا تشعر أن زواجك لنقص فيها، ولا أن زواجك سيلحقها بنقص.
أخي الكريم: ثمة احتمال أن يكون أحد ما قد لامها على موافقتها لك بالزواج، وربما -لو كان- اقترح عليها الضغط عليك بمثل الصورة التي تعيشها أنت وإياها، ومن هنا فمن الجميل أن يشمل حديثك معها الإشارة إلى أن بعض الزوجات يعتري علاقتها مع زوجها قدر من الفتور أو المشكلات، ومن ثم يعمد إلى تأديبها بالزواج، وهي تشعر حين يقدم على الزواج أن حياتها معه انتهت أو كادت، لكن علاقتك معها -أي زوجتك- تختلف جداً، فقد عشتما بسعادة غامرة، ولا يزال حبها يملأ قلبك، ولذلك فربما جرى حديث بينكِ وبين إحداهن، وخوّفتكِ بانصرافي عنكِ بعد الزواج؛ لأنها تقيس علاقتك بزوجك على علاقتها بزوجها، وهو قياس بعيد، فعلاقتها بزوجها -كما أسلفت- قد تكون مغلفة بالمشكلات، أو ممزوجة بالفتور، على حين أن علاقتكما تمثل قمة السعادة.
أخي الكريم: إن يكن أحد أبوي زوجتك أو أحد إخوانها أو أخواتها على درجة من العقل فيمكن الإفادة منه في هذا الموضوع، فيمكنه إثارة بعض التساؤلات معها، كأن يطارحها مثل هذه الأسئلة: افترضي أن زوجك قد طلقك.. هل ستبقين بلا زوج أم ستتزوجين؟ ولو أردت الزواج فمن الذي سيتقدم لك غير كبير سنٍّ -غالباً- يريدك (ممرضة) ، ثم ما الذي سيكون عليه مصير أبنائك؟ هل ستبقينهم عند والدهم، وترضى نفسك أن يفقدوا ما يحتاجونه من حنانك؟!، أم تأخذينهم عندك ليحرموا هيبة والدهم وتأديبه؟!.. ثم إنك -بفعلك هذا- قد توقعين نفسك في إحراجٍ لست بحاجة له؛ فربما بعد انكشاف عاصفة الغضب، وإعادة قطار التفكير إلى قضبانه، تندمين على قرارك وخروجك، أو إلحاحك في طلب الطلاق، وتتمنين أن يتوسط أحد لدى زوجك في إرجاعك إليه.
إذا رأيت أن موقف زوجك -بعد ذلك- ليس بالصلابة التي كان عليها أول مرة، فأمضِ على بركة الله في مشروع زواجك، وإن رأيت أنها -رغم حديثك معها، وتدخّل أكثر من شخص في الحديث معها- بقيت على صلابة موقفها فراجع نفسك في موضوع الزواج. ولا شك أن معرفتك بنفسيتها، وأسلوبها في اتخاذ القرارات، والاستمساك بالمواقف، سيكون عوناً لك في اتخاذ موقفك الجيد.
أخي الكريم: إن إبداء تلك الفتاة استعدادها لتقبل الأبناء، والقيام عليهم هو من حسن خلقها، لكن الذي يحدث غالباً أن الكلام يكون سهلاً، ولكن الأمر يختلف بعد الوصول إلى ساحة التطبيق، فالأطفال قد يكونون على طباع لا تحتملهم فيها سوى أمهم، وربما أدى انصرافك إليهم، ومحاولتك سدّ فراغ أمهم إلى إثارة غيرة الزوجة، واتهامها إياك بتفضيلهم عليها، وحتى ربما لو تحمّلتْهم بعض الوقت فربما جاءها من يدفعها للانسحاب، مؤكداً لها أنها تتعب نفسها في غير ما فائدة، وربما أنها لم تستطع تحمّل شقاوة الأطفال، أو حركات المراهقين فأرهقتك بالشكوى، وربما وُجد من يئز الأبناء لمضايقة الزوجة، بزعم أن ذلك سيدفع والدهم لطلاقها، واسترجاع أمهم.
أسأل الله أن يفرج همك، ويمزق ستار حيرتك، ويهديك إلى ما هو خير لك في الدنيا والآخرة.