المجيب سامي بن عبد العزيز الماجد
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات اجتماعية / العلاقات الزوجية/ المشكلات الزوجية/الشك
التاريخ 14/03/1426هـ
السؤال
ثبت لدي بأن زوجتي لها علاقة برجل آخر من خلال بحثي بتلفونها النقال، حيث وجدت رسائل صادرة وواردة غير أخلاقية بينهما، وكذلك مكالمات هاتفية صادرة وواردة مع الرجل الذي تحادثه، وعند مواجهتها، قالت بأنها لا تعرف شيئاً عن هذه الرسائل، علماً أن هذا هو تلفونها الجوال الخاص بها، وأنا أخاف الله أن أظلم نفسي أولاً ثم أظلمها، وكذلك لا أقدر أن أعيش بدون أن أتصرف تصرفاً يحثني عليه ديني. فماذا أفعل؟ جزاكم الله خيراً.
الجواب
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
جزاك الله خيراً على غيرتك، وأصلح لك زوجك، وحببها إليك، وحببك إليها، ما تذكره -أخي السائل- أمر محزن ولا شك، وهو طليعة نذير لك، ينبهك إلى وجوب تدارك الأمر قبل أن يتفارط عقده ولات حين مندم، ولا زالت المشكلة في بدايتها، وأنت -بعون الله- قادر على احتوائها وحلها، ولا سبيل لذلك إلا بالحلم، والصبر والتأني، والتثبت، ومعالجة الوضع بالحكمة.
أولاً: يجب عليك وجوباً قطعياً ألا تترك فرصة للشيطان ليرديها في هذا الطريق المظلم الخطير، فلا تمنحها كامل الثقة، فتضيع الأمانة، ولا تمنحها كامل حريتها بأن تتركها تخرج متى شاءت، وإلى أي مكان تشاء، أو لا تسألها إلى أين هي خارجة، بشرط ألا يصل الأمر إلى حد التجسس والوسوسة.
ثانياً: تفقَّد حالك، عليك أن تسأل نفسك: ما الذي دفعها إلى هذه العلاقة الآثمة على فرض ثبوتها؟ ربما كنت أنت السبب في ذلك، ربما كنت مقصراً معها في الجوانب العاطفية الرومانسية، ربما كنت مقصراً في إشباع رغبتها وشهوتها، إن سد هذا الخلل، وتفادي هذا النقص يتطلب منك أن تمد من فترة بقائك في البيت بجانبها وأولادها، كما يتطلب منك مزيداً من العطف والحنان، واللمسات الحانية، المظهرة لمكنون الحب في قلبك تجاهها، ولا تظن أن السخاء بالنفقة عليها يعوض ما نقص من الجوانب العاطفية، والحاجة الغريزية، فمهما بلغ الرجل من الكرم والسخاء والنفقة على زوجته فإن ذلك لا يعوض النقص في الجوانب الأخرى.
ثالثاً: تفقَّد بيتك: فربما كنت قد تركت الحبل على الغارب، ومكنت لقنوات الخناء والفحش أن تتسلل إلى بيتك وتلوثه بالأفكار المسمومة، وتلطخه بالصور والمشاهد الخليعة، وتحسين مشاهد المنكرات، والعلاقات الآثمة، وربما كانت زوجتك ضحية هذا التفريط، فتدارك الأمر وطهِّر بيتك من هذا الفجور، ولا تبقي من القنوات إلا ما يخلو من هذه المنكرات.
وتذكَّر أخيراً قوله تعالى: "وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم" [الشورى:30] أي بذنوبكم، ومن الذنوب التقصير في أداء الحقوق، ومنها حق الزوجية، ومن الذنوب أيضاً التفريط في الأمانة.
وفقك الله.