المجيب عبد الله عبد الوهاب بن سردار
إمام وخطيب جامع العمودي بالمدينة المنورة
التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات اجتماعية / العلاقات الزوجية/ المشكلات الزوجية/الشك
التاريخ 8/10/1424هـ
السؤال
أنا امرأة متدينة ومتزوجة من رجل لا يحافظ على الصلاة دائماً، ويحب التميّز والأناقة، ويصاحب رفقة سوء، وذات مرة أخطأت خطأ يؤثر في عرضه وكرامته ولم يصل إلى الكبيرة، وتبت منه، لكنه أثّر فيه وأدّى إلى انحرافه، ولم يطلقني حفاظاً على أولاده الستة مني، وأنا الآن ومنذ أربع سنوات أعاني من عدم ثقته بي وظنه المستمر بنزاهتي، مع أني بريئة من كل ذلك، أريد حلاً لإعادة الثقة لي وجزاكم الله خيراً.
الجواب
الأخت الكريمة:- وفقها الله- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:
أسأل الرحمن الرحيم أن يثبتك على الدين، وأن يذيقك حلاوة الإيمان حتى تسعدي في الدنيا بطاعة الله - عز وجل-.
الذي أراه في موضوعك هذا أن تعتني بالأمرين التاليين:
الأول: في علاقتك مع الله تبارك وتعالى، وأنصحك فيه بما يلي:
(1) كثرة الدعاء بصدق وإلحاح في أوقات الإجابة على وجه الخصوص، وتوسلي إلى الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى، وبإيمانك به أن يفرج كربتك، وأكثري من قول: "لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين"، وأكثري من الدعاء له أن يهديه الله، وأن يرقق قلبه عليك (ولا تستهيني بالدعاء) .
(2) صدق التوبة من هذا الذنب خاصة، بحيث تكون التوبة خالصة لوجه الله فإذا قبلت التوبة فرجت المصائب، وأكثري من الاستغفار فإن من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق فرجاً، ومن كل هم مخرجاً.
(3) كثرة الطاعات؛ كالصلاة والذكر وقراءة القرآن، وبذلك تحصل لك التقوى التي هي سبب في تفريج الهموم، قال الله - عز وجل-: "ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويزقه من حيث لا يحتسب" [الطلاق:2-3] .
الثاني: في علاقتك مع زوجك -أصلحه الله- وأنصحك فيه بما يلي:
(1) سلوك الطريق المستقيم والحذر من كل خطأ قد يزيد النار اشتعالاً، وبخاصة ما يشبه الخطأ السابق.
(2) فتح الموضوع معه ومحاولة إقناعه بتوبتك وندمك، ووعده بعدم الوقوع في الخطأ مرة أخرى، وأكدي كلامك بالقسم بالله تبارك وتعالى.
وذكريه بأن الله - عز وجل- يقبل توبة العبد: وأن من تغاضى عن عثرات الناس عفا الله عن زلاته يوم القيامة، وفي هذا قال الله - عز وجل-: "وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم" [النور:22] .
وقال عمر بن عبد العزيز - رحمه الله-: "ما رفق أحد بأحد في الدنيا إلا رفق الله به يوم القيامة".
(3) إظهار التصرفات الحسنة التي تزيل ما في نفسه، مثل العناية بالزينة التي تعجبه والاهتمام بالطعام الذي يفضله، ومحاولة التأثير على مشاعره بلطيف الكلام وإسعاده في فراشه- إن تيسَّرت الأمور - وملاعبه أولاده ورحمتهم أمامه وغير ذلك.
وأختم بالدعاء لك: اللهم يا رحمن يا رحيم فرج كربتها، واكشف غمها وحقق مرادها، وتمم سعادتها وأصلح زوجها وأصلح بينها وبينه وأرزقها حياة هانئة.
وصلى الله وسلم على نبينا وحبينا محمد والحمد لله رب العالمين.