هذا ما جعلني أوصيك بأن لا تطلبي فراقه، بقي أن أوضح لك بعض المعالم المهمة في علاج ما تواجهينه من غطرسة أهل زوجك، وآراء زوجك التي فيها نوع من التشدد الذي لا يقر عليه، أما والدته فإنني أستطيع أن أفسر ولا أبرر تصرفها، إذ هي ترى فلذة كبدها وقطعة قلبها يذهب ليموت، وفي هذه الحالة ربما يذهل الإنسان عن التصرف الصحيح فيبدر منه ما قد يندم عليه إذا ثابت إليه نفسه، والبعض يحاول أن يتخفف من ثقل الهم بإلقاء المسؤولية على الآخرين، وأنت إذا أصبحت أما فربما تشعرين بهذه المشاعر، لذلك أرى أن تصبري وتقابلي إساءتها بالإحسان فسوف تحمدين العاقبة إذا انجلت هذه الغمة. أما زوجك فإن مثل هذه الآراء التي يتبناها غالباً ما تسبق فترة النضج عند من يهتم بمثل اهتماماته، وأنت - بشيء من الصبر والحكمة - تستطيعين أن تتوصلي لإقناعه، فاستخدامك للأجهزة الحديثة في المنزل لتوفري أكبر قدر من الوقت له فتستعدي لاستقباله بالهيئة الحسنة والنفسية الهادئة، وأنت تحتاجين إلى الوقت للذكر والصلاة وقراءة القرآن، وإذا رزقكما الله الذرية فسوف تستغرق رعايتهم وقتاً أكبر، لذلك أنت تستخدمين هذه الأجهزة.

وبإمكانك أن تستعيني بفتاوى أهل العلم في ذلك.

تقولين (زوجي حرمني ومنعني من أشياء كنت أزاولها) وهذه طبيعة الزواج، فإن ارتباط الإنسان بشخص آخر يحد كثيراً مما كان يتمتع به قبل زواجه، وبإمكانك أن تسألي بعض قريباتك المتزوجات لتتأكدي من ذلك، نعم، قد يختلف حجم هذه القيود من شخص لآخر، ولكنها موجودة ولا شك، أما راتبك فإني لن أتحدث عنه إذ الرزق بيد الله تعالى وما كتبه فلن يتقدم أو يتأخر، وكل ما عليك هو التحلي بالصبر فلا زلت في بداية زواجك، وسوف يفرج الله عنك قريباً بإذنه تعالى أسأل الله أن يجمع قلبيكما على طاعته إنه سميع مجيب.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015