المجيب د. عبد العزيز بن علي الغريب
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات اجتماعية / العلاقات الزوجية/ بعد الزواج /الحقوق الزوجية
التاريخ 10/07/1426هـ
السؤال
أنا حديثة عهد بالزواج، يضايقني زوجي بتصرفاته، علماً أني عاملة وأشعر بالتعب دون وجود تقدير من زوجي، أرشدوني ماذا أفعل؟ وجزاكم الله خيراً.
الجواب
الحمد لله وحده، وبعد:
أقول وبالله التوفيق: إن مشكلتك كثيراً ما تعاني منها المتزوجات حديثاً؛ وذلك لنقص الخبرة لديهن، وعدم تعودهن على مثل هذه المشكلات، ولا نستطيع أن نقول إن لديك مشكلة بقدر ما هو سوء تقدير للمواقف من قبلك أنت وزوجك، ويبدو أنكما صغيران في السن لم تتعودا على بعضكما البعض حتى الآن، ولا يعني مثل هذه السلوكيات أنه لا يريدك، ولكن الإنسان في عالم اليوم يتعرض لكثير من الضغوط في الحياة، خاصة مع تعدد الأدوار الاجتماعية التي يمارسها والالتزامات الكثيرة. فلا تقلقي وتشعري نفسك بالبؤس والتعاسة، ولكن ينقصك كيفية إدارة منزلك.
فأنا اتفق معك أن المرأة العاملة تعاني كثيراً في كيفية المواءمة بين مسئولياتها في العمل، ودورها في العيش كزوجة وأم.
بمزيد من الخبرة سوف تكتسبين القدرة على التعامل مع مثل تلك المواقف، فموقفك من زوجك وموقفه منك طُرِح كثيراً في الدراسات العلمية المتخصصة في العلوم الاجتماعية والنفسية.
نصيحتي لك إذا أنت مقتنعة بتقصير زوجك أن تقتنعي أيضاً بتقصيرك، فكلاكما ضحية لمسؤوليات العمل، ولكن الاختلاف أننا في المجتمعات الشرقية رغم التوسع في مجال علم المرأة إلا أن الرجل الشرقي يريد منها مسؤوليات أكثر في المنزل، فهو يريد منها تنفيذ متطلباته، حيث إنه يرى نفسه المسؤول الأول.
لعلك تبادرين باقتناء كتب عن حياة المصطفى -صلى الله عليه وسلم- في تعامله مع زوجاته، سواء في كتيب أو شريط إسلامي ليكون على طاولة المنزل الرئيسية.
تحاملي على نفسك ونظمي برنامجاً يومياً لكما للمقابلة بينكما.
اتفقا على برنامج يومي أو أسبوعي للقاء مشترك للتقارب العاطفي فيما بينكما، لابد أن تشعري أن الزوج بحاجة لزوجته، وتدركي أن الزوج إذا لم يتوافر لديه المسكن الهادئ، فهذا يزيد من إحباطه، وثقي أن خدمتك وطاعتك لزوجك هي عبادة تؤجرين عليها، فصبرك واحتسابك الأجر علامة على إيمانك، وما مبادرتك بالسؤال إلا دليل على ما تشعرين به من أهمية ذلك في حياتك الدنيوية والأخروية.
دعائي لك -أختي الكريمة- بأن يسدد الله خطاك، وأن ينير قلبك أكثر وأكثر، وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد.