المجيب خالد بن حسين بن عبد الرحمن
باحث شرعي.
التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات اجتماعية / العلاقات الزوجية/ قبل الزواج/اختيار الزوج أو الزوجة
التاريخ 30/12/1425هـ
السؤال
تقدم لي عريس غير متدين، اعترف لي أنه زنا بفتاة، ولكن يقول إنه تاب وندم على فعل ذلك، وهو أيضا لا يلتزم بالصلاة في وقتها، وأحيانا لا تهمه. ماذا أفعل؟ هل أقبله وآخذ بيده للطريق إلى الله أم أرفضه؟ مع العلم أني فتاة متدينة والحمد لله، وأتمنى أن يرزقني الله بالزوج الصالح الذي يأخذ بيدي للطريق إلى الجنة، مع العلم أن هذا العريس متمسك بي جداً، ومتعلق بي ويحبني كثيرًا، أرجو من فضيلتكم الرد على سؤالي؛ لأني في حيرة، رغم أني استخرت الله ولكن أجد نفسي في حيرة.
وشكراً لكم والله الموفق وجزاكم الله كل خير.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، والصلاة والسلام على خير البريات نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً ما دامت الأرض والسماوات، وبعد:
إلى الأخت السائلة: - سهل الله أمرها- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بداية أشكر لك ثقتك البالغة واتصالك بنا عبر موقع (الإسلام اليوم) ، ونتمنى منك دوام الاتصال والمراسلة على الموقع.
لقد قرأت رسالتك، وسرني جداً التزامك بشرع الله، وإقدامك على الزواج فالزواج نعمة عظيمة ومنحة من الله جسيمة امتن الله بها على عباده، قال تعالى: "ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون" [الروم:21] ، فالزواج سنَّة من سنن الله في خلقه، وله فضائل كثيرة فلذلك عني الشرع الحنيف بهذا الأمر أيما عناية، فبين المعايير التي عليها يتم هذا العقد، والذي سماه سبحانه: "الميثاق الغليظ" قال - صلى الله عليه وسلم-: "إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه إلا لم تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد " أخرجه الترمذي (1085) ، وفي حديث آخر عند الترمذي (1084) ، وابن ماجه (1967) : "وفساد عريض". فالأصل في الزواج الدين سواء للشاب أو الفتاة.
فيا أمة الله: هل هذا الشاب المتقدم إليك صاحب دين وخلق قويم وسيرة طيبة بين الناس، إذا كان كذلك فنعم به وحيهلا، أما إذا كان غير ذلك فلا خير فيه، واحرصي على صاحب الدين تفوزي وتسعدي في الدنيا والآخرة، ويكفي أن ترفضي هذا الشاب لتهاونه بالصلاة وعدم اهتمامه بها، فالصلاة عماد الدين، والفارق بين المؤمنين والكافرين، قال - صلى الله عليه وسلم-: "بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة" أخرجه مسلم (82) ، وقال أيضاً: "العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر" أخرجه الترمذي (2621) ، وابن ماجه (1079) ، والنسائي (463) ، فتارك الصلاة كافر في أصح قولي أهل العلم، وإذا كان متهاوناً فيها فله الويل والهلاك، قال تعالى: "فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون" [الماعون:5،4] ، وقال تعالى: "فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوق يلقون غيا" [مريم:59] ، سئل بعض السلف عن الغي هذا فقال: واد في جهنم خبيث طعمه بعيد قعره.