المجيب عبد الله عبد الوهاب بن سردار
إمام وخطيب جامع العمودي بالمدينة المنورة
التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات اجتماعية / العلاقات الزوجية/ قبل الزواج/اختيار الزوج أو الزوجة
التاريخ 6-6-1424
السؤال
مستشاري الكريم..
أنا فتاة عمري 19 سنة خطبني ابن خالي وشاع ذلك الأمر بين الناس، ولكنه وبدون إنذار سابق تركني مما سبب لي الجرح الأليم والحرج الكبير عند الكثير من الناس حيث أن السبب عادة ما يرمى به الفتاة وليس الشاب.
وبعد فترة تقدم إلي ابن خالي الثاني وبسبب الحرج الماضي وكثرة الشائعات وافقت عليه من دون السؤال عن أخلاقه ودينه ومع مرور الزمن اكتشفت أنه سيئ الدين لا يصلي وأحياناً يسب الدين والرب، وازدادت المشكلة أن أختي الصغرى تمت خطبتها ثم انفسخ هذا الأمر بينها وبين خطيبها مما جعلنا في وضعية وسمعة ليست بالحسنة إطلاقاً وهذا ما أغضب والدي جداً..
أنا في الحقيقة في مأزق شديد حيث إن وافقت على ذلك الشاب فإنني سأجني على نفسي من الزواج برجل أكرهه لأنه غير صالح، وإن قبلت به أغضبت والدي وقضيت على سمعة العائلة.
أرشدوني جزاكم الله خيرا.
الجواب
الابنة الكريمة.. رعاها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
في البداية أحمد الله - عز وجل - الذي أكرمك بالدين وحفظك من الوقوع في أسلوب غير ديني - كما قلت - وجعلك حريصة على بر الوالدين.
الابنة الفاضلة: أنت تقولين إنك أمام خيارين:
الأول: أن ترفضي الرجل وتقولي له: لا أريدك وتتخلصين من هذا الزوج، وهذا قد يسبب الهم الكبير لوالديك وتشويه سمعة العائلة.
الثاني: أن تقبلي الرجل زوجاً وهو رجل دينه ضعيف كما ذكرت - إضافة إلى أنك لا تحبينه بل تكرهينه.
وبناء عليه أقول: إن أمامك سلبيات ومفاسد متعددة تحدث بسبب أحد الخيارات التي ستختارينها.
المفسدة الأولى: الهم الذي يصيب والديك.
المفسدة الثانية: تشويه سمعة العائلة.
المفسدة الثالثة: الزواج من رجل لا تحبينه بل تكرهينه.
المفسدة الرابعة: الزواج من رجل ضعيف الدين حتى يصل الأمر فيه إلى ترك الصلاة وسب الدين بل وسب الرب.
والقاعدة الشرعية في مثل هذا الأمر أن تعملي العمل الذي يؤدي إلى صرف أعظم المفاسد عنك ولو ارتكبت مفسدة أصغر.
والذي أراه والعلم عند الله تبارك وتعالى أن أعظم مفسدة من هذه المفاسد الأربع هي (الزواج من رجل ضعيف الدين بل يسب الدين ويسب الله ولا يصلي) لأن مثل هذا الزواج يسبب الفتنة في الدين والوقوع في هذه المنكرات العظيمة التي وقع فيها الرجل وبعض هذه المنكرات من القوادح في أصل الدين.
وبناء على ما سبق ذكره أرى أن ترفضي هذا الرجل وفي الوقت نفسه اهتمي بما يلي:
أولاً: احرصي على تخفيف الصدمة عن والديك وذلك بشرح الأمر لهما وتعريفهما بأسباب الرفض وهي:
1. معاصي الرجل العظيمة.
2. أنك لا تطيقينه ولا تحبينه.
وبيني لهم أن هذا سيدمر دينك ودنياك وهما لا يرضيان لك بذلك، ولو لم تستطيعي فعل هذا بنفسك يمكنك أن توسطي من يقوم بذلك مثل أختك الكبرى أو خالتك أو عمتك أو عمك أو خالك.
ثانياً: الصبر والاحتساب أمام كل ما يحدث من آثار سيئة، وتذكري أن الصبر مفتاح تفريج الكربات وأن الله مع الصابرين.