أمي أم زوجتي؟!

المجيب فهد بن محمد بن إبراهيم اليابس

مستشار أسري بمشروع ابن باز بالرياض

التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات اجتماعية / العلاقات الزوجية/ قبل الزواج/اختيار الزوج أو الزوجة

التاريخ 7/2/1425هـ

السؤال

أنا شاب بار بوالدتي، ومقيم معها في البيت، ومسؤول عنها وعن شقيقتي الصغيرة وغير المتزوجة، لذلك تعتبرني الوالدة رب البيت؛ وذلك لوفاة والدي، مشكلتي تتلخص في رغبتي الجادة والصادقة في الزواج، ولكن الوالدة خائفة أن أتزوج واتركها بناء على طلب الزوجة، كما حصل مع أشقائي، حاولت إقناعها بوجود فتيات صالحات، واقتنعت، وبدأنا البحث عن فتاة ترضى بالعيش مع والدتي، ولكن الجميع يعتذر. اطلب نصيحتكم ورأيكم، كيف أوفق بين أمي وزوجتي في بيت واحد؟.

الجواب

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

أخي الكريم: أسأل الله - عز وجل- أن يثبتك على حرصك بأن تبر بأمك، ففي الحديث: "بروا آباءكم تبركم أبناءكم" ضعيف، انظر ضعيف الجامع الصغير (2329) ، أنظر ضعيف الجامع الصغير (2329) ويزداد هذا الحق لهما عند الكبر، كما قال الله - عز وجل-: "إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أفٍّ ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل ربي أرحمهما كما ربياني صغيراً" [الإسراء: 23:24] الآية ... فاستعن بالله ولا تعجز في هذا العمل الجليل، والذي فرط فيه الكثير في هذا الزمن، ولذا فإني أذكرك بارك الله فيك ببعض الوصايا، ومن أهمها:

1- التذكير بتقوى الله - عز وجل- فإن تقوى الله - سبحانه- مفتاح الفرج لكل كرب وشدة؛ قال -تعالى-: " ومن يتق الله يجعل له من أمره يسراً" [الطلاق:4] ، وقال -تعالى-: "ومن يتق الله يجعل له مخرجاً" [الطلاق:2] .

2- الصبر على ما قد يعرض لك من المشقة في طلب رضا والدتك بعد رضا الله - سبحانه- وتذكر في ذلك معية الله - سبحانه- مع الصابرين قال - عز وجل- "إن الله مع الصابرين" [البقرة:153] .

3- الزواج ضرورة شرعية لكل شاب يريد إعفاف نفسه، وخاصة في هذا الزمن الذي كثرت فيه الفتن، وإياك أن تشعر بالتعارض بين الواجبين - أعني طاعتك لوالدتك وشروعك في الزواج- فكلاهما هام وضروري لحياتك، وسيتحقق - بإذن الله - التوفيق بينهما، ولا تكن مثل بعض الناس الذين بالغوا في طاعة والديهم فأعرضوا عن الزواج، وهذا إذا لم يكن له مبرر شرعي فهو مخالف للشرع.

4- اجتهد في تحصيل مرادك، وابحث فليس من المعقول أن تخلو الحياة من امرأة صالحة تكون في خدمة أمك وتساعدها، فلا يزال الناس فيهم بقية من خير، وتذكر قول الله - عز وجل-: "والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين" [العنكبوت:69] .

5- أرى ألا تتنازل عن هذا الشرط في طلب زوجة المستقبل ففي الغالب بأن المرأة التي ترضى بالعيش مع والدتك هي امرأة تتميز بالصبر والتحمل، وتلك صفة نفيسة قل ما تجدها إلا في النساء المؤمنات، حتى ولو أدى بك ذلك إلى التنازل عن بعض الشروط الكمالية، وتذكر في ذلك قول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: "إنك لن تدع شيئاً اتقاء الله إلا أعطاك الله خيراً منه" أخرجه أحمد (20739) والبيهقي في الكبرى (5/335) وإسناده صحيح.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015