وقد جاءت السنة بمنع ذلك، فيما روى أبو داود (2085) ، والترمذي (1101) ، وابن ماجه (1881) ، وصححه ابن حبان والحاكم، عن أبي موسى -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "لا نكاح إلا بولي".
وروى أبو داود (2083) ، والترمذي (1102) ، وابن ماجه (1879) ، وغيرهم، عن عائشة -رضي الله عنها- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل، فنكاحها باطل، فنكاحها باطل، فإن دخل بها فلها المهر بما استحل من فرجها، فإن اشتجروا فالسلطان ولي من لا ولي له".
ومنه أيضاً ما رواه ابن ماجة (1882) وغيره بإسناد رجاله ثقات، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "لا تزوج المرأة المرأة، ولا تزوج المرأة نفسها".
وروى مالك في الموطأ (1138) عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أنه قال: "لا تنكح المرأة إلا بإذن وليها، أو ذي الرأي من أهلها، أو السلطان".
أما النقطة الثانية: فهي أن هذا الشاب ليس من بلدك، وهي نقطة هامة؛ فالزواج من أجنبي أو أجنبية وإن كان مسلماً هو -والله أعلم- زواج محفوف بالمخاطر، وأمامنا الحالات الكثيرة.
فإذا ما فكرنا بروية فهل توافقين على السفر إلى بلاد الزوج؟ ماذا تعرفين عن معيشته ووسطه الاجتماعي؟ في البداية بريق الحب يكون خادعاً، وينطفئ مخلفاً حسرات وأسى، أتمنى أن تتريثي وتفكري، ودوماً الأهل لهم نظرة، ويدرون عنا ما لا نعلمه نحن، فاستخيري الله -أخيّتي- أنا لا أقول لك تزوجيه، ولكن فكري مرة ومرتين، وردي علي في رسالة بما قمتِ به، والله يوفقك لما يحبه ويرضاه.