وأما بخصوص السؤال فاعلم - حماك الله ووقاك من كل سوء - أنّ ما تعانيه هو ضرب من الفتور الذي قد يعتري بعض الملتزمين نتيجة عدم الاحتراز من بعض المحاذير الشرعية، أو تعاطي بعض المخالفات، أو الإسراف الشديد في ما أصله مباح، ممّا يؤدي إلى ضعف الهمة وغلبة الركون إلى العرض والمتاع الدنيوي الزائل، وأنت على علم بأنّ ذا القلب الحي، والإحساس المرهف، المتفاعل مع قضايا أمته، العازم على فعل كلّ ممكن لنصرتها والذب عن دينها ومكانتها سيكون مترقياً كلّ ساعة في إيمانه، بعيداً كلّ البعد عن بواعث الفتور، ذلك أنه صاحب رسالة وحامل مبدأ، وأمّا من كان ضعيف الهمة، محدود الطموح غايته أداء العبادة بصورة رتيبة، وحركة آلية فما أحراه بالتراجع - عياذاً بالله -، فخذ لنفسك - أخي الكريم - بالعزم والقوة؛ فالله يقول: " خذوا ما آتيناكم بقوة" [البقرة: 63] ، وكن ذا همة عالية، وطموح واسع، واحذر من التهاون بالفرائض أو التثاقل عنها؛ حتى لا تزل قدمك في وحل الخطيئة - لا سمح الله - وتخلص من الذنوب كلها - وأنت أدرى بها - بتوبة نصوح، حينها تجد طمأنينة القلب، وسلامة الخاطر، ويهجرك القلق والحرج والضعف، وفقك الله وأعانك.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015