4-لا بأس من تجنب الأسباب الثلاثة المذكورة في الحديث الصحيح "إن كان الشؤم في شيء، ففي ثلاث: المرأة، والدابة، والمسكن" البخاري (5094) ومسلم (2225) فقد يجعل الله -سبحانه- بعض أقداره بسبب قرب الإنسان من إحدى هذه الأشياء فيقع المكروه فترك المرأة وتغيير السكن ومفارقة الدابة والسيارة قد يقطع عن الإنسان الوساوس.

5-البحث الجاد والمستقصي للأسباب أياً كانت -وخاصة الأسباب المادية- المدركة بالتأمل، وإعطائها مكانة في التحول الذي حصل، وعدم المبالغة في تحميل الأسباب الغيبية (العين، والسحر ... ونحوهما) إلا إذا وقف على أدلة ملموسة ترجح كونها سبباً لما جرى.

6-وبعد ذلك أرى أنه من تمام العقل وحسن الاستمتاع بالحياة نسيان ما مضى، وعدم نكاية الجروح، والفأل الحسن بما يستقبل من الأيام والتأقلم على الوضع، وأن يقنع الإنسان نفسه أن الاجتماع بالشكل الماضي وحسن العيش كان مقدراً له كذا من السنين وانتهت، فهل انتهت الحياة؟ وكم الذين أصيبوا في أموالهم وأولادهم فخرجوا بلا شيء ثم تناسوا ما مضى وأحسنوا الظن بالله -سبحانه-، وبما يقدم عليهم من الأيام فأصبحوا بحال أحسن مما كانوا وأوسع عيشاً، ولو قرأت ما كتبه السابقون حول المصائب مثل: كتاب (المنازل والديار) لأسامة بن منقذ ونحوه، وتأملت في سير المبتلين في الماضي والحاضر لهان ما أصابك، فعندنا رجل حي دفن تسعاً من الزوجات، وكثيراً من الأولاد، وهلك له من المال كثير، وتمثل بقوله:" فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين" [آل عمران:146] أعانك الله على إغلاق منافذ الشيطان من التحزين غير المجدي المضعف للهمة، وأتم عليك النعمة وحسن الحال، والله يكلؤكم بحسن رعايته وعنايته، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015